عقد يوم السبت الماضى بمقر جامعة الدول العربية فى القاهرة الاجتماع الخامس للتعاون بين الأمانة العامة للجامعة برئاسة الأمين العام عمرو موسى ومفوضية الاتحاد الأوروبى برئاسة جون بينج، وذلك للتحضير للقمة العربية الأفريقية التى ستنعقد فى ليبيا أواخر العام الحالى. وقال عمرو موسى «إن الأغلبية العظمى من الشعوب العربية تنتمى إلى القارة الأفريقية، ونصف الدول العربية أعضاء فى الاتحاد الأفريقى»، وقال جون بينج إن الاجتماع يدرس عدداً من المشروعات ذات الطبيعة الثقافية مثل إقامة مهرجان سينمائى عربى أفريقى. والواقع أن مهرجان السينما العربية الأفريقية قائم بالفعل، بل هو أعرق المهرجانات السينمائية فى العالم العربى، وهو مهرجان قرطاج فى تونس الذى ينعقد كل عامين، ويخصص مسابقتيه للأفلام الطويلة والقصيرة للأفلام العربية والأفريقية منذ عام 1968. وهناك إلى جانب قرطاج مهرجان خريبكه فى المغرب المخصص للأفلام الأفريقية، ونصف الدول العربية هى أيضاً أفريقية، ولذلك فهو مهرجان عربى أفريقى بدوره، وفى تقديرى أن المهرجانات المخصصة للسينما العربية كافية، وكذلك المهرجانات العربية الأفريقية بما فى ذلك مهرجان واجادوجو فى بوركينا فاسو، وما نحتاج إليه حقاً فى العالم العربى مهرجاناً مخصص لأفلام دول أفريقيا السوداء أى غير العربية. من واقع التجربة فى قرطاجوخريبكه وواجادوجو يهتم مهرجانا تونس والمغرب بالسينما العربية أكثر من السينما الأفريقية، ويهتم مهرجان بوركينا فاسو بالسينما الأفريقية أكثر من السينما العربية، وربما يكون ذلك منطقياً بحكم اهتمامات أى جمهور بسينما بلاده والإقليم الذى ينتمى إليه أكثر من أى سينما أخرى. ولا شك أن الاختلاف الثقافى بين إقليم أفريقيا العربية وإقليم أفريقيا السوداء كبير رغم أن كلا الإقليمين فى نفس القارة، ولكن التعاون فى كل المجالات بما فى ذلك السينما ضرورى وحيوى بين كلا الإقليمين. لا وجود للسينما الأفريقية فى أسواق السينما والتليفزيون فى العالم العربى، ولا وجود للسينما العربية فى العالم الأفريقى، وهذه هى المشكلة الحقيقية. ويساهم فى حل هذه المشكلة وجود مهرجان أفريقى فى أسوان مثلاً، تنظمه جامعة الدول العربية، وينتقل إلى العواصم العربية، ووجود مهرجان عربى مماثل ينظمه الاتحاد الأفريقى، وينتقل بين عواصم دول أفريقيا السوداء، ويمكن أن تنظم المهرجانين مؤسسة واحدة تكون من ثمرات التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى. [email protected]