غربلة الفكر

تمر البلاد بسلسلة من الفتن كقطع الليل المظلم، وتحت دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وما سمعنا بها فى آبائنا الأولين.. فإذا كان هناك بعض الحمقى سواء من المسلمين أو المسيحيين فى قلوبهم غل ومرض وفى أفكارهم تطرف وغلو، وأرادوا استخدام أساليبهم التى لا يجيدون غيرها من إتلاف الممتلكات، واستخدام الرصاص وسفك الدماء، والإساءة إلى الأديان والوطن، وجره إلى فتنة لا يعلم مداها إلا الله.. فلماذا لا يتصارعون بعيداً عنا فى الصحارى الشاسعة، وعدم إقحام الدين الذى لا يفهمونه!!
إن الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد فى نجع حمادى وقبلها فى المنيا توحى بأننا «وطن هش» يحتاج إلى غربلة الفكر وتطهيره وإبعاد الدين ووضعه فى مكانه المقدس اللائق به.. لا أدرى ما معنى هذه الهتافات التى تردد هنا وهناك!! فعندما قامت الحروب الصليبية وحملت لواء الصليب وحولت المساجد إلى كنائس، وقتلوا المسلمين، قلنا إن المسيحية بريئة من هؤلاء لأنها تدعو إلى المحبة.. وعندما قامت أمريكا بغزو بلاد المسلمين وقتلهم وضمن رئيسها فى خطاباته آيات من الإنجيل، وتمسح بالمسيحية، قلنا إنه كذاب..
وما نقص فعله من حبنا للمسيح وأمه عليهما السلام.. أعتقد أن الواجب على إخوتنا المسيحيين أن يعرفوا أن الإسلام برىء من أفعال الحمقى وأهل التطرف والغلو.. وأننا كمصريين شركاء فى الوطن ويربطنا مصير واحد فى السراء والضراء.. فهل ندع الدين جانباً ولا نقحمه في المشاكل والفتن.. ومن خلال جريدتنا الغراء أوجه رسالة إلى كل محب لأرض مصر وللعلماء والمفكرين «وطننا هش فتحركوا».‏