قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن «محمد بديع، مرشد الإخوان الجديد، ليس لديه أي رؤى سياسية أو فكرية تؤهله لقيادة جماعة الإخوان المسلمين بطريقة متفتحة وشاملة فضلاً عن طاعته المطلقة للقوى الأساسية بالجماعة وكراهيته للإصلاحيين»، مضيفة إنه «بعد انتخاب بديع أصبح نظام مبارك والإخوان المسلمين وجهان لعملة واحدة». وأضافت الصحيفة، في مقال رأي نشرته اليوم للكاتب فواز جرجس، أن «نظام (الرئيس حسني) مبارك هو المستفيد الوحيد من انعزال المتشددين بداخل الجماعة»، قائلةً إن «تهميش الجماعة لنفسها لن يجعلها تشكل تهديداً للانتخابات البرلمانية القادمة في أكتوبر 2010، التي تمهد الطريق لحركة التوريث في مصر،على عكس ما حدث في 2005». وأضاف المقال أنه «في خلال الخمس سنوات القادمة ستنشغل الجماعة بضم أعضاء جدد إليها بدلاً من تقديم يد العون لإحداث تغيير سلمي في مصر»، مشيراً إلى «امتناع القيادة الجديدة في الإخوان عن استفزاز الرئيس مبارك». ولفت المقال إلي انه «على الرغم من الصورة التي رسمتها الجماعة لنفسها كجماعة واقعية وبديلة يمكن تطبيقها على الحكام السلطويين والعلمانيين، إلا أن الانتخاب الجديد عمل على تشويه سمعة الجماعة فضلاً عن وجود انشقاق خطير بداخلها». وعلق المقال على تصريح النائب السابق محمد حبيب ل«المصري اليوم» والتي قال فيه إن «مستقبل الجماعة على المحك»، بقوله إن «(الدكتور محمد) حبيب كشف عن صراع عميق على السلطة»، مضيفاً أن «حبيب اتهم الحرس القديم بانتهاك لوائح الإخوان وتدبير اختيار محمد بديع بشكل غير قانوني». وقال المقال «إن انتخاب بديع يكشف عن هيمنة الحرس القديم المتمثل في محمد عزت، أمين عام الجماعة، ومحمد عاكف، المرشد السابق للجماعة»، مضيفاً أن «الجناح الإصلاحي الذي يدعو للشفافية ما زال يعاني من انتكاسة كبيرة خاصة بعد استبعاد أعضاء الجماعة ذوي العقول الثقيلة مثل عبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد حبيب». واعتبر المقال أن «بديع رجل سري ذو سلوك خطير»، مضيفاً أن «اختياره يهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن بالجماعة، وقد فشلت قيادة الجماعة في اختبارات المساءلة والشفافية، وبالتالي فإن أي حركة سياسية منغلقة داخلياً أو استبدادية لن نستطيع الوثوق فيها من أجل تحقيق الديمقراطية» .
