كشف المرصد المصرى «للحق فى الصحة» عن دراسة حديثة أعدها معهد السكر تؤكد أن 9٪ من السكان فى مصر مصابون بالسكرى، أى ما يقرب من 8 ملايين مصاب، لتحتل مصر المرتبة العاشرة عالمياً من حيث انتشار المرض كما أن 25٪ من المرضى عرضة للإصابة بمرض القدم السكرى وهو ما يمثل 2 مليون مريض، منهم 1٪ من المصابين معرضون لبتر إحدى الساقين أو كلتيهما. وأشارت الدراسة إلى وجود أكثر من 150 ألف طفل مصابين بداء السكرى وتبلغ تكلفة علاج الطفل الواحد نحو 600 جنيه شهرياً، إلى جانب الرعاية الدائمة للطفل المصاب مدى الحياة حيث يتلقى حقن أنسولين يومياً كما يخضع للتحليل الدورى لقياس مستوى السكر فى الدم إضافة إلى الفحص الدورى الشامل كل 6 شهور لقياس الآثار الجانبية للمرض على باقى أجهزة ووظائف الجسم. وحذر المرصد خلال ورقة عمل أعدها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمرض السكر من خطورة الاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالزيوت واستخدام الإضافات المسببة للسمنة مؤكدة أنها طريق رئيسى للإصابة بالسكر حيث يصنف 5.7٪ من الذكور و7.6٪ من الإناث فى الفئة العمرية 10 إلى 19 سنة بأنهم زائدو الوزن وبالتالى معرضون للإصابة بالسكر. وكشف الدكتور سمير أسعد رئيس وحدة السكر والتمثيل الغذائى بكلية الطب جامعة الإسكندرية خلال ورقة العمل التى أعدها المرصد بالتعاون مع جمعية التنمية الصحية والبيئية أنه بين كل 23 إصابة بالسكر توجد حالة معرضة لبتر القدم السكرى استناداً إلى بحث قامت به جامعة الإسكندرية أكدت نتائجه أن 14٪ منهم لم يتم الكشف على القدم السكرى لديهم. وأضاف أن المرضى والأطفال المصابين بالسكر معرضون للموت فى ظل تقليص الأدوية التى يحتاجونها من التأمين الصحى وإجبارهم على استخدام أدوية رخيصة لا تلائم حالتهم ما يؤدى لتدهور صحتهم وتعرضهم لمضاعفات المرض، لافتاً إلى أن بقاء ملايين المصريين خاصة من العمالة بالقطاع غير المنظم وعمال المحاجر والصيادين وربات المنازل خارج مظلة التأمين الصحى يجعلهم أقل قدرة على مواجهة مخاطر المرض ومضاعفاته واضطرارهم للبحث عن العلاج على نفقة الدولة أو الموت قبل الحصول على الموافقات اللازمة للعلاج فى ظل الارتفاع المتتالى لأسعار الأدوية. وأوضح الدكتور إبراهيم الإبراشى عميد معهد السكر أن الوضع فى مصر لا يدعو إلى التفاؤل لأن رفع مستوى الوعى العام بمرض السكر قد يؤدى إلى الحد وبشكل كبير من الآثار السلبية على المرضى والمجتمع، محذراً من أن نقص الاهتمام بالتعليم الطبى المستمر للقائمين على الرعاية بمرضى السكر وقلة الإمكانات الصحية المتاحة قد يؤدى إلى التأخر فى تشخيص المرض.