أصدرت محكمة جنايات سوهاج، أمس، حكما بالإعدام شنقا ل5 متهمين من عائلة «المعبدى» فى قضية مقتل محمد أحمد عبدالعال ضابط شرطة وشقيقة محمود من عائلة «عبدالعال» بقرية الجزيرة بمركز طما، بسبب الثأر وبرأت المتهم السادس ياسر عبدالعال سيد «هارب» بعد أن استطلعت المحكمة رأى المفتى فى القضية المتهم فيها 6 بينهم هاربان، وألزمت المحكمة المتهمين بدفع مبلغ 10 آلاف جنيه على سبيل التعويض لأسرة المجنى عليهما، و200 جنيه أتعاب محاماة. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عفيفى إسماعيل وعضوية المستشارين عبدالحميد عبدالحميد وعلاء على سالم وخالد قطب بدرالدين بأمانة سر سيد على بكر ومينا زكريا. قابل المحكوم عليهم الحكم بصمت شديد، وهم: عبدالساتر محمد عبد الساتر «45 سنة عامل» ومحمد عبده خلاف «49 سنة وكيل معهد أزهرى» وشقيقه معتصم «40 سنة صاحب شركة استيراد وتصدير» وجعفر محمد السيد عطية، سائق، بينما لايزال المتهمان أحمد محمد خليفة وياسر عبدالعال سيد «هاربين» شهدت الجلسة إجراءات أمنية مشددة وتواجداً أمنياً مكثفاً لضباط وجنود الشرطة داخل وخارج قاعة المحكمة ومبنى مجمع المحاكم الذى عقدت به الجلسة، وحضر المتهمون الأربعة المضبوطون فى القضية إلى قاعة المحكمة فى حراسة مشددة من رجال الشرطة وأودعوا قفص الاتهام مع عدد من المتهمين فى 5 قضايا أخرى كانت تنظرها المحكمة فى التوقيت نفسه. وقبل النطق بالحكم وجه رئيس الجلسة المستشار محمد عفيفى حديثه للمتهمين داخل القفص قائلاً: «القصاص فى قضايا الثأر يقضى بقتل من قتل لكن ما ذنب الضابط وشقيقه فى هذه القضية، إن ما فعلتموه ليس فى عرف أهل الصعيد ولا فى الشرع ولا فى القانون ما ذنب ضابط جاء يزور أهله ويطمئن على أمه هل هذا من الإسلام؟!». ورد المتهم محمد عبده خلاف على القاضى قائلاً: «نقسم بالله العظيم فى حياتنا كلها لم تلوث أيدينا بالدماء ونحن مظلومون وليس لنا أى دخل فى هذة القضية، والله على ما أقول شهيد فليس لنا فى المشكلة أب أو أخ قتل لكى نقتل الضابط وشقيقه ولم نر المجنى عليهما منذ عام كامل ولم نمسك فى حياتنا سلاحاً فكيف قتلناهما». وقال شقيقه معتصم للقاضى: «إننى رأيت رؤيا من سيدنا يوسف فى منامى منذ 6 شهور قال لى فى المنام أنا نبى الله يوسف وأنت براءة يا معتصم وأنا مش خايف من الحكم» ورد القاضى قائلاً: «طيب ليه ماشفتش سيدنا محمد.. فى النهاية الحكم لله». وعقب الحكم قال المتهمون لرجال الشرطة الذين ملأوا قاعة المحكمة وتجمعوا حول القفص: «سنرى آية الله فى كل من تسبب فى إدانتنا فى هذا الحكم ويوم القيامة سنتقابل مع ضباط الشرطة أمام الله وسنرى فى وجوهكم الحسرة والندامة على الظلم الذى اقترفتموه فى حقنا». ترجع وقائع القضية إلى شهر ديسمبر من العام الماضى عندما تلقى اللواء أحمد خميس، مدير أمن سوهاج، بلاغاً بمقتل الضابط وشقيقه إثر قيام مجهولين بإطلاق الرصاص عليهما أثناء استقلالهما سيارة ملاكى تابعة لإدارة مباحث التهرب الضريبى بالقاهرة فى طريق عودتهما لقرية الجزيرة من واجب عزاء بمدينة طما فى ثانى أيام عيد الأضحى المبارك، فانتقل اللواء صلاح زايد، نائب مدير الأمن، والعميدان عاصم حمزة، مدير المباحث الجنائية، وعصام الحملى، رئيس مباحث المديرية، وتبين من تحريات العقيدين الزغبى أبوعقرب، وكيل فرع البحث الجنائى، وخلف حسين أن المتهمين ال6 من عائلة المعبدى وراء الواقعة بسبب الثأر، حيث تربصوا للمجنى عليهما فى طريق عودتهما للقرية وأمطروهما من أعلى سيارة ربع نقل بوابل من رصاص بنادقهم الآلية ولاذوا بالفرار. من ناحية أخرى، عززت أجهزة الأمن بمديرية أمن سوهاج من التواجد الأمنى داخل قرية الجزيرة بمركز طما محل إقامة العائلتين وتم الدفع بعدد من سيارات الأمن المركزى وقوات الشرطة قبل انعقاد جلسة النطق بالحكم بيومين، وذلك تحسباً لحدوث أى تداعيات أمنية بين العائلتين عقب صدور الحكم.