تواصلت الغارات الجوية السعودية، أمس، على منطقة جبل دخان الحدودية السعودية مع اليمن، مستهدفة مواقع المتمردين اليمنيين الحوثيين الذين تسللوا الأربعاء الماضى للمنطقة وسيطروا عليها. وذكرت تقارير إعلامية سعودية أن الضربات الجوية وقذائف الهاون السعودية التى تواصلت حتى فجر أمس أسفرت عن مقتل عدد ممن وصفتهم ب«المتسللين»، مشيرة إلى أن 40 متسللا استسلموا للقوات السعودية. كما تحدثت وسائل إعلام سعودية عن اندلاع مواجهات مساء أمس الأول فى قرى القرن وقوى والدفنية فى محافظة جيزان السعودية بعدما تسلل المتمردون الحوثيون متنكرين فى زى نساء إلى هذه المناطق. وذكرت التقارير أن السلطات السعودية تمكنت من «إسكات مصادر إطلاق النار من قبل المتسللين وإحكام السيطرة على مواقع أخرى حاول المتسللون التواجد فيها». ذكرت مصادر رسمية سعودية أن القوات المسلحة السعودية تمكنت من اعتقال 100 من المتمردين الحوثيين، فيما أصيب 40 جنديا سعوديا فى المواجهات الدائرة فى منطقة جبل دخان. كانت السلطات السعودية شددت على أن العملية العسكرية الجوية والبرية التى تشنها فى منطقة جبل دخان ستستمر حتى يتم دحر المتمردين. وبحسب مستشار للحكومة السعودية، فإن طائرات حربية سعودية قصفت الأربعاء والخميس الماضيين مواقع للمتمردين الحوثيين فى مناطق حدودية يمنية. وقال المصدر - الذى طلب عدم كشف هويته-: «لقد تلقوا ضربات موجعة». ونفذت الغارات على معسكرات للمتمردين فى محافظة صعدة اليمنية الحدودية، معقل التمرد الحوثى، التى تبعد 240 كلم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بحسب المستشار الذى أضاف: «تمت استعادة قطعة صغيرة من الأراضى السعودية من المتمردين وأصيبت معسكراتهم الواقعة فى محيط صعدة». من جهة أخرى، أكدت التقارير الإعلامية وصول فريق مظلى سعودى متخصص عمليات الإنزال الجوى وحرب العصابات والاستنزاف، إلى منطقة العمليات العسكرية فى محافظة جيزان استعدادا للدفع به فى وقت لاحق بعد أن تم تحريك فرق كثيفة من المشاة فى اتجاه مواقع تحصن الحوثيين فى جبل دخان. يأتى ذلك فيما أكد المتمردون الحوثيون أنهم صدوا وحدات من سلاح البر السعودى التى دخلت إلى اليمن، وأعلنوا أسر جنود وآليات عسكرية سعودية - بحسب ما جاء على موقعهم الإلكترونى - ولكن الحكومة اليمنية نفت دخول القوات السعودية أراضيها، فيما أكد مصدر يمنى مستقل نبأ أسر المتمردين الحوثيين جنودا سعوديين، وقال إنهم أسروا 6 جنود، وسابعهم ضابط مخابرات كبير يدعى الزهرانى. كان المتمردون أعلنوا أمس الأول أنهم أسروا عددا من الجنود السعوديين وأنهم سيجرون معهم مقابلات مصورة لتأكيد نبأ أسرهم. يأتى ذلك فيما واصلت السلطات السعودية تجهيز مخيم النازحين فى محافظة جيزان، فى ظل التوقعات بنزوح المزيد من المواطنين من القرى الحدودية، حيث امتدت توقعات النزوح لتشمل قرى كانت تصنف على أنها بعيدة عن مكان الحدث نسبيا مثل الخوبة مركز المحافظة والخشل ومربع العين الحارة وما حولها. واستمرت مشاهدات العديد من النازحين ممن لا يملكون وسائل نقل على جانبى الطريق المؤدى للمناطق الآمنة (غربا) باتجاه المخيمات. وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الإماراتى عبدالله بن زايد آل نهيان «تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة ووقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية فى الدفاع عن أراضيها وتأمين حدودها من أى اعتداءات تتعرض لها، وذلك من منطلق الروابط الأخوية والمصير الواحد الذى يربط البلدين». كما أدان الأردن عملية تسلل الحوثيين إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدا حقها فى الدفاع عن سلامة أراضيها.