دافع وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيله عن سويسرا ضد الانتقادات الحادة التى تعرضت لها بعد تصويت الشعب السويسرى بالموافقة على حظر بناء المآذن فيها. واعتبر فيسترفيله أنه «من غير المناسب على الإطلاق وصف سويسرا ببلد التعصب بعد التصويت المؤيد لحظر بناء المآذن». وأكد نائب المستشارة الألمانية، فى تصريحات نشرتها أمس صحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج»، أن سويسرا من أعرق الديمقراطيات وهى تقوم على التسامح والمصالحة. وأضاف فيسترفيله أنه شخصيا كان يتوقع نتيجة مختلفة للتصويت الذى جرى يوم الأحد الماضى فى سويسرا حول بناء المآذن، إلا أنه من «غير الملائم تماما» الزعم بأن سويسرا تحولت بهذا إلى دولة غير ديمقراطية أو غير متسامحة. وفى الوقت نفسه، حذا حزب الأحرار اليمينى المتشدد فى النمسا «إف. بى. أو» حذو اليمين المتشدد فى سويسرا الذى نجح فى حظر بناء مآذن المساجد فى البلاد، إذ أثار الحزب النمساوى هذه القضية بشكل غير مباشر من خلال تقديم طلبات من ممثلى الحزب فى الولايات النمساوية المختلفة بهدف تغيير وتعديل الاشتراطات الخاصة بقوانين بناء دور العبادة بحجة وجوب ملائمة المبانى الجديدة للنظم المعمارية فى المنطقة ومراعاة اهتمامات السكان وتقاليدهم. وفى غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا فيون أنه يتعين محاربة الأصولية وليس المسلمين، وألا يتم الخلط بين الأصوليين والمسلمين، معتبرا أن مسألة حظر بناء المآذن والتى أثارها الاستفتاء الذى تم تنظيمه فى سويسرا، مجرد مسألة بيئة عمرانية واجتماعية. وقال فيون، فى كلمة له أمام ندوة حول الهوية الوطنية فى فرنسا، إنه من الطبيعى ومن المشروع أن يمارس أتباع كل ديانة شعائرهم وعقيدتهم فى ظل ظروف كريمة، مضيفا أنه يفضل «المساجد المفتوحة على الكهوف المظلمة». وأشار فيون إلى أنه فيما يتعلق بالمآذن، وهى كثيرة فى فرنسا، فإنه يتعين أن تدخل فى إطار البيئة العمرانية والاجتماعية للبلاد وأن تتم مسألة البناء عبر عمدة كل مدينة. وقال فيون إن «الحكومة الفرنسية تعمل مع الجالية المسلمة فى البلاد وممثليها من أجل التوصل إلى إسلام فى فرنسا يتناسب معها، ولا يتم فرضه عليها».