الشخير عرض لا ينزعج منه المريض ولكن تنزعج منه الزوجة والجيران وأحياناً سكان الشارع والحى!، ولكن بات لزاماً على كل من يشخر أن ينزعج من شخيره وأن يتعامل معه باهتمام وجدية. عن الشخير وخطورته كان حديثى مع دكتور طارق أسعد، المسؤول عن معمل النوم بطب عين شمس، والذى أطلعنى على أبحاث حديثة تربط ما بين انقطاع التنفس أثناء الشخير ومرضى القلب والضغط، فقد بات من البديهى الآن فى مراجع الطب أن من بين الأسباب المهمة لمرض الضغط انقطاع التنفس أثناء النوم، الشخير لم يعد مجرد صوت مزعج يحل بمجرد سدادات الأذن أو نوم الزوجة أو الزوج فى حجرة أخرى، ولكنه صار مرضاً لابد من البحث فى أسبابه وطرق علاجه. انقطاع التنفس أثناء النوم مسؤول أيضاً عن كارثة فى منتهى الخطورة، مسؤول عن الكثير من حوادث السيارات على الطرق السريعة!، إحصائيات مرعبة عن حوادث طرق سببها سائق متعكر المزاج يصيبه النعاس القهرى أثناء القيادة نتيجة نوم متقطع وشخير متواصل، سيمفونية الشخير التى تصدر من أوركسترا الأنف والحلق من الممكن جداً أن تكون سيمفونية النهاية!. النوم أطول وأكبر سلوك إنسانى نمارسه، فنحن نقضى ثلث حياتنا نائمين، والنوم ليس موتاً مؤقتاً بل هو نشاط تعمل فيه كل أجهزة الجسم بإيقاع مذهل وتناغم وهارمونى فى منتهى الانضباط والروعة، طب النوم صار علماً متشعب الطرق والمسالك، ولم يكن يخطر على بال أحد منذ عشر سنوات فقط أن يربط بين الشخير وضعف عضلة القلب أو ارتفاع الضغط أو سوء مستوى السكر أو حوادث السيارات أو الاكتئاب .... إلخ، النوم صار فناً وعلماً، حتى الأحلام دخلت معمل الطب ونحن لانزال نصر على أن الحلم يفسره كتاب ابن سيرين وبرنامج الشيخ سيد حمدى!، صرنا نراقب مراحل النوم فى المعمل، واكتشفنا أننا من الممكن أن ننام ساعات كافية لكنها لا تعنى أننا نمنا جيداً، لأننا ببساطة حرمنا من النوم العميق وهى أهم مرحلة فى النوم، المنومات ليست الحل السحرى الوحيد، دخلت الجراحة مجال علاج الشخير واضطرابات النوم، لم يعد كافياً مجرد الطبطبة والتهدئة وكلمات الطمأنينة لعلاج مثل هذه الاضطرابات، كيف ننام؟ ومتى ننام؟ ما طقوس النوم؟ هل أحمل همومى معى إلى غرفة النوم؟ هل سماع الموسيقى أفضل قبل النوم أم فتح موضوعات خلافية حادة مع الزوجة هو الأفضل؟! ما أسباب الاستيقاظ المبكر، وما علاج الأرق؟ هل هناك حل للكوابيس؟. الأساطير التى تحيط بالنوم بحجم الكون، ولكن بعد أن دق العلم على باب غرفة النوم وبحث تحت الوسادة ونقب أسفل السرير، صارت الأسطورة أقصر عمراً والحقيقة تنعم بالخلود. [email protected]
