قال وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى إن بلاده لم تركز على مكافحة تنظيم «القاعدة» بالشكل الكافى، لأنها تواجه تمردا فى الشمال وحركات انفصالية بقيادة قوى الحراك فى جنوب البلاد، وأضاف القربى فى تصريحات مع شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية: «خطؤنا كان فى الاستهانة بتنظيم القاعدة»، مؤكدا أن بلاده «لا تقبل بتدخل أمريكى مباشر على أراضيها، لأن اليمن قادر على مواجهة القاعدة بنفسه». وشدد القربى على أن واشنطن تعلمت من تجاربها فى أفغانستان وباكستان بأن التدخل المباشر يمكن أن يؤدى إلى هزيمة، وقال إن صنعاء ترحب بالمساعدات الأمريكية أو من دول أخرى فى الدعم الاستخباراتى والسلاح. ونفى الوزير اليمنى أن تكون اليمن تحولت إلى أفغانستان أخرى، وقال هناك من 200 إلى 300 من أعضاء تنظيم القاعدة، وأن قوات اليمن قادرة على مواجهتها، محذرا من أنه إن لم يحصل اليمن على مساعدات فقد تحدث «انتكاسات». وعلى صعيد متصل، طالب نواب جمهوريون أمريكيون فى لجان الاستخبارات والأمن والدفاع فى رسالة الرئيس باراك أوباما بتقديم المزيد من المعونات لليمن لتعزيز قواته الأمنية ليتمكن من محاربة الإرهاب بشكل فعال، كما طالبوا بتقييم الالتزامات الأمريكية فى اليمن بشكل كامل لأنه يضم مناطق خارجة عن سيطرته تستغلها القاعدة وحلفاؤها، وقالوا: «لم نعد نثق فى قدرة الحكومة اليمنية على مساعدة الولاياتالمتحدة فى تأمين حدودها». وفى غضون ذلك، أقر نائب رئيس الوزراء اليمنى لشؤون الدفاع راشد العلمى بأن عمر الفاروق المتهم بتفجير طائرة ديترويت الأمريكية عشية عيد الميلاد التقى الداعية اليمنى المتشدد فى تنظيم القاعدة أنور العولقى فى شبوة شرق صنعاء. وفى غضون ذلك، أفادت صحيفة «القبس» الكويتية نقلا عن مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية فى الكويت تلقت معلومات استخباراتية غربية تفيد بأن القاعدة تعد لهجمات بحرية ضد السفن فى دول الخليج عبر بحر العرب وخليج عدن مستغلة حالة التردى الأمنى فى دول تربطها حدود مشتركة مثل الصومال وجيبوتى واليمن. وبحسب المصادر، حذرت «التقارير الاستخباراتية من أن القاعدة دربت عناصرها مؤخرا على تنفيذ هجمات داخل البحر وضد سفن حربية وتجارية وسفن نقل المسافرين»، وطلبت التقارير من الدول الخليجية «تعزيز قدراتها فى حماية السفن البحرية وناقلات النفط والغاز والسفن التجارية التى تدخل وتخرج من الموانئ الخليجية باتجاه بحر العرب وخليج عدن». وفى واشنطن، ربطت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بين أمن الولاياتالمتحدة وتقديم المعونات الخارجية على نحو أفضل، وقالت إن أمن الولاياتالمتحدة يتوقف على اتباع نهج جديد فى تقديم المعونات الدولية، وإن واشنطن ينبغى أن تزيد التشاور وتقلل الإملاء فى توزيع مساعدات قيمتها مليارات الدولارات، وأضافت: «فرضنا أحيانا فى الماضى حلولا من بعيد، وكثيرا ما أخطأنا الهدف على الأرض. نهجنا الجديد هو العمل فى شراكة مع الناس فى الدول النامية». وأكدت الوزيرة الأمريكية أن جهود المعونات فى أماكن مثل أفغانستان واليمن - حيث اعترفت بأن احتمالات النجاح فيهما لاتزال بعيدة - من المكونات الحاسمة للاستراتيجية الأمنية، وتابعت: «لا يمكننا وقف الإرهاب أو هزيمة أيديولوجيات التطرف العنيف عندما يرى مئات الملايين من الشبان مستقبلا بلا وظائف أو أمل».