ظلت أصداء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والستين، ودعوته العالم لوضع خط أحمر على البرنامج النووي الإيراني، تتردد في الصحف البريطانية، السبت، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» على موقعها الإلكتروني. فخصصت صحيفة «فاينانشيال تايمز» صدر صفحة تغطيتها للأخبار العالمية، لمقال تحت عنوان «نتنياهو يختار تنازلاً تكتيكيًا»، يشير إلى أن إيران ستمتلك ما يكفي لصنع قنبلة نووية في منتصف العام المقبل، حيث يرى كاتب المقال، توبياس باك، أن خطاب «نتنياهو» تضمن «لحظة ظهور دبلوماسي لا تنسى، وتنازلاً تكتيكيًا مدهشًا». ويضيف أن «هذه اللحظة جاءت عندما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، تخطيطًا شبه كاريكاتيري لقنبلة ذات فتيل مشتعل، ورسم خطًا أحمر على عنق القنبلة، وترافقت هذه الإشارة مع لغة قاسية في شأن برنامج إيران النووي، حملت في طياتها تحذيرًا واضحًا بأن إسرائيل سمحت لطهران بالوصول إلى هذا الحد ولكن ليس أكثر منه، فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم المطلوب لإنتاج قنبلة نووية». ويشدد الكاتب في مقاله بصحيفة «فاينانشيال تايمز» على أن الرسالة الحقيقية في خطاب «نتنياهو» هي رسالة مختلفة، وهي أنه «أوضح أن الدرجة التي يرى فيها أن البرنامج النووي الإيراني قد دخل المرحلة الخطرة لن تصل إليها طهران قبل ربيع أو صيف العام المقبل»، معتبرًا أن «مثل هذا التفسير يعني دفع لحظة المواجهة بالنسبة إلى إسرائيل، وحليفتها الولاياتالمتحدة، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل». وينقل الكاتب عن يوئيل جوزانسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، بتل أبيب، قوله: «إذا كنت تبحث عن عنوان رئيس فهو (نتنياهو يؤجل الحرب)»، ويضيف: «إنه يعطي (الرئيس الأمريكي باراك أوباما) وقتًا أكثر، وأعتقد أن مافعله حقًا كان دفع الخط الأحمر الإسرائيلي (مسافة أبعد)». كما ينقل الكاتب خلاصة مشابهة عن الكاتب عوفير شيلاه، كتبها في صحيفة معاريف الإسرائيلية، الجمعة، مشيرًا فيها إلى أن «احتمال مهاجمة إسرائيل لإيران قبل الانتخابات الأمريكية، أصبح رسميًا الآن خارج الأجندة».