اعتبر الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ميثاق الأممالمتحدة هو «المُقصِّر» تجاه الأزمة السورية، لأنه «وضع كل السلطات في يد مجلس الأمن، على أساس أن المجلس سيرفع كل ما يُسبب تهديدًا للسلم والأمن الدوليين»، لافتًا إلى أن الميثاق يسمح لدولة أو لدولتين أن تعرقل كل ما يطالب به المجتمع الدولي، محملاً الصين وروسيا مسؤولية ذلك الأمر. وقال «العربي»، في حواره مع صحيفة «الحياة» اللندنية، السبت: «روسيا لها مصالح مختلفة، سواء في سوريا أو مع الولاياتالمتحدة، وبينهم أحاديث، وأنا لا أتحدث باسم روسيا ولا الصين، أنا أتحدث على واقع قائم، هم الآن لا يرغبون في تغيير موقفهم ومستمرون في فرض حماية للنظام السوري». وأشار «العربي» إلى أنه ذهب بعد أسبوع من تسلمه العمل إلى سوريا، ذاكرًا ل«الرئيس، أو للقيادة السورية»، حسب قوله، ضرورة وقف إطلاق النار، وضرورة إطلاق سراح المعتقلين، وإحداث إصلاحات، خاتمًا بقوله: «لم يحدث شيء». وعما طرحه أمير قطر عن ضرورة وجود تدخل عربي في سوريا، لفت «العربي» إلى أن «أمير قطر تكلم عن قوات عربية، وتحدثت معه بعد ذلك ومع رئيس وزراء قطر، حيث تحدثا عن قوات حفظ سلام، أمير قطر لم يكن يقصد حربًا ضد سوريا، بل حماية المدنيين، الدول العربية تفكر في إيفاد قوة حفظ سلام»، حسب تعبيره. وأشار «العربي» إلى وجود «شرذمة وتفكك وحزازيات مُغالى فيها» بين المعارضة السورية، مضيفًا: «ما نسعى إليه هو أن تكون هناك جبهة ومظلة عامة لكل المعارضة، تكون على استعداد في يوم من الأيام لتمثيل المرحلة الانتقالية». وبسؤال «العربي» عن مبادرة الرئيس محمد مرسي لحل الأزمة السورية، أجاب: «الفكرة نفسها التي أطلقها الرئيس مرسي في مكةالمكرمة، وأنا كنت حاضرًا، فكرة سليمة، ولا بد من الاعتراف بأن إيران جزء كبير من المشكلة، وبالتالي دورها مطلوب في الحل». وعبر «العربي» عن خشيته مما يحدث في المنطقة، قائلاً: «المسألة الآن ليست سوريا فقط، المنطقة كلها مهددة وعلى فوهة بركان، والانفجار يمكن أن يمس الجميع، ليس فقط اللاجئين بأعداد ضخمة جدًا، لكن أيضا في التأثير على هذه الدول بمختلف الوسائل، طبعًا نخشى على العالم العربي ونخشى على الشرق الأوسط بأكمله». وتابع: «سوريا فيها طائفية أساسًا، فيها طوائف مختلفة، لكن عندما يسألني أحد أقول إنه قبل نظام (الرئيس الراحل)، حافظ الأسد، كانت سوريا بكل هذه الطوائف تعيش في سلام، أنا شخصيًا كنت في بداية حياتي عضوًا في الجمهورية العربية المتحدة، سوريا ومصر، وكنت ملحقًا بسفارة مصر في روما أثناء الجمهورية العربية المتحدة، وكان رؤسائي سوريين، ولم أكن أدري هل هذا سني أم شيعي أو درزي أو أي شيء»، مشددًا بقوله: «سوريا لديها تاريخ ناصع من التفاهم بين الطوائف كلها». وتطرق «العربي» للحديث عن القضية الفلسطينية، وعضويتها في الجمعية العامة للأم المتحدة، قائلاً: «أنا واثق تمامًا بأن الدورة الماضية كان يمكن إطلاق عليها اسم دورة فلسطين، لأن الطلب الذي تقدم به محمود عباس هو الذي كان يجب أن يحدث منذ ستين عامًا». وأضاف: «للأسف الشديد، هذا الطلب لم يلق قبولاً حتى الآن بتوصية من مجلس الأمن، لكي تقرر الجمعية العامة عضوية الأممالمتحدة، ولكن لا تستطيع الجمعية أن تقوم بذلك إلا إذا أصدر مجلس الأمن توصية، والتوصية لم تصدر في العام الماضي، ولم يكن هناك انتخابات، لكن كان هناك رأي آخر لعدد كبير من الدول، وأنا لا أخفي أنني كنت أميل إلى هذا بأن نأخذ الموضوع خطوة خطوة، وأن نبدأ بدولة غير عضو». وحول حديث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن الخطر الإيراني النووي، قال «العربي»: «لدي عدم ثقة مطلقة بكل ما تقوم به إسرائيل، وبالذات تحت رئاسة نتنياهو، فليفعلوا ما يفعلون، أنا لا أدري عنهم شيئًا».