نموذج مصرى للبحث عن بعض الاستقرار المادى وبعض التنوع، الشبه بينه وبين «أبوتريكة» سهّل عليه المهمة، يعمل مدرسا ومأذونا وصاحب مكتب للزواج و«حسب التساهيل» يكتب فى الصحافة أو يمثل. اسمه عزت عبدالقادر، تخرج فى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وعمل مدرسا بإحدى المدارس الخاصة لمدة 13 عاما، ويتقاضى 300 جنيه شهريا. لم يكن الراتب كافياً لسد احتياجاته الأسرية، مما اضطره لإعطاء دروس خصوصية. ولأن الأمر لم يستهوه كثيراً وكان يشعر «بحرج شديد» عند ذهابه لإعطاء درس خصوصى، مدركا أن «أولياء الأمور مجبرون وليسوا متسامحين أو مخيرين على دفع فلوس الدرس»، فكان يقول : «أهل الطالب بيدعوا عليا وأنا باخد حق الحصة». دفعه ذلك للبحث عن وظيفة أخرى بجانب عمله كمدرس، وقال: بحثت عن أماكن شاغرة للعمل كمأذون، إلى أن وجدت عملاً بدائرة بفيصل، وهى الدائرة التى يعمل بها منذ 10 سنوات. وتتناسب تلك المهنة مع دراسته للشريعة الإسلامية، بجانب استفادته من العائد المادى الكبير لها، كما أنها لا تحتاج التزاما يوميا مثل العمل بالتدريس. ويكفى عزت أن يرى «ابتسامة وفرحة» من يعقد قرانهم، على عكس ما كان يراه عند الدروس الخصوصية التى امتنع عنها الآن تماماً، لأن فيها «بعضاً من المهانة»، ورغم أن المأذون يتدخل أيضا فى حالات الطلاق مثل الزواج، إلا أن أى مأذون يتدخل أثناء الطلاق للحل بين الطرفين، وينجح فى إقناع حوالى 80% بالتراجع عن قرار الطلاق. وعن مكتب الزواج الذى يقوم بدور «الخاطبة» ولكن بطريقة أكثر شياكة يقول عبدالقادر: «أتخذ هذا المكتب كهواية وليس كعمل، متعتى هى أن أوفّق رأسين فى الحلال ولا أتقاضى أى مقابل مادى نظير هذه الخدمات. أقمت المكتب منذ 5 سنوات مع تزايد الطلاق والعنوسة، فوجدت أن الزواج تنقصه عملية تكميلية، وهو دور الوسيط الذى يوفق بين طرفى الزيجة. فقديما كانت الناس تتزوج عن طريق العلاقات الاجتماعية، إلا أن هذه العلاقات شارفت على الانقراض، وهنا يظهر دور المكتب للجمع بين الطرفين الأكثر ملاءمة لبعض. ونجحت فى إتمام أكثر من 100 زيجة حتى الآن، من بينهم 3 حالات فقط تم الطلاق بينهم». أما عن عمله بمهنة الصحافة، فجاء عن طريق أحد أصدقائه الذى يعمل بجريدة سعودية إلكترونية، طلب منه أن يراسل هذه الجريدة ويمدها بموضوعات اجتماعية، ورغم أن كل الناس تقول (التالتة تابته) إلا عزت عبدالقادر يقول (الخامسة تابتة)، والخامسة هى التمثيل، حيث ظهر فى عدة مسلسلات تليفزيونية فى دور مأذون، وكان آخرها مسلسل «حنان وحنين» بطولة الفنان عمر الشريف. والسؤال هو: كيف يوائم عزت عبدالقادر بين هذه الأعمال؟!.. وردا على ذلك يقول: «أذهب للمدرسة فى الثامنة صباحا حتى الثانية مساء واكتفيت بالقيام بالأعمال الإشرافية فيها والترتيب للحفلات المدرسية ودعوة الشخصيات العامة والفنية للمدرسة، وأتواجد بالمكتب بعد الرابعة مساء، أما عملى كمأذون فهو رزق مثله مثل باقى الأعمال تأتى لى (حسب التساهيل)».