أكد الدكتور بطرس بطرس غالى، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن وضع الأقباط فى مصر نابع من شعورهم بالتمييز، فلا يوجد رئيس جامعة أو مدير أو محافظ قبطى، وقال إن أبناء الأقليات فى جميع المجتمعات - بما فيها المجتمع الأمريكى - يتمركزون فى العمل الخاص، لأنهم لم يجدوا تربة خصبة لتحقيق إنجاز فى القطاع العام. وأضاف غالى الذى حل ضيفاً على الإعلامى خيرى رمضان فى برنامج «البيت بيتك»، أمس الأول، «أن العديد من الحكومات الأكثر تخلفاً استطاعت التعامل مع الأقليات بصورة أكبر من مصر، على سبيل المثال فى الهند رئيس الوزراء من الأقلية، رئيس الجمهورية فى تنزانيا يكون مسيحياً مرة ومسلماً مرة أخرى، وفى كندا رئيس الجمهورية صينية مولودة فى هونج كونج، ووصلت إلى المنصب بسبب وجود جالية صينية كبيرة على المحيط الهادى وبسبب رغبتهم فى دمجهم اختاروا رئيس جمهورية من تلك الأقلية، وفى باكستان رئيس الوزراء سيدة». وتوقع غالى حدوث موجات هجرة كبيرة من مصر بسبب الزيادة السكانية، وانتقد عدم الاهتمام بالأيدى العاملة فى الخارج، التى قال إنها تضخ 70 مليار دولار، «ولم نفكر فى تشكيل مجلس لهم أو الاهتمام بهم، والبعض يرد بأننا لا نستطيع حل المشاكل الداخلية حتى نهتم بالمصريين فى الخارج، وهذا فكر خاطئ لأن الدولة تحتاج إليهم بسبب ما يضخونه من أموال وما يمثلونه فى المستقبل كجماعات ضغط فى الخارج، ويجب أن أهتم بأبنائه لأنهم سيحملون جنسيات أخرى». وحول ظهور السيدة العذراء قال: «لا أعلم، كل اللى أعرفه إن والدتى وزوجتى ذهبتا منذ أعوام إلى كنيسة الزيتون لمشاهدة العذراء ولم يشاهدا شيئاً ولم يعودا من هناك سوى بنزلة برد، وكل ما أعرفه أن ذلك هو شكل من أشكال التدين، المهم أنها أعطت الناس أملاً». وحول رؤيته الحالية لاتفاقية كامب ديفيد التى كان لاعباً أساسياً فيها قال: «لو عاد بى الزمن لما غيرت موقفى، بالعكس فالاتفاقية هى أكبر انتصار للدبلوماسية المصرية، فلو لم تكن هناك اتفاقية لكانت إسرائيل بنت عشرات ومئات المستوطنات، وهناك عدد من الدراسات حول هذا الأمر، وسيناء طوال الوقت هى الحلم المقبل لهم، لذلك لابد من الاهتمام بها وتعميرها، وأرى أن ما تحقق وقتها هو أقصى ما كان يمكن تحقيقه، خاصة أنه لم يكن هناك نضوج لدى الدول العربية الأخرى آنذاك، والدليل هو توقيع الأردن معاهدة مشابهة بعد ذلك». وأكد أن مصر لم تستفد من السلام حتى الآن، واعتبر ذلك «دليلاً على خطأ»، ونفى ما يقال عن أن الاتفاقية تحدد حجم الاستثمارات والبنايات، وقال: «كل ذلك مجرد كلام، أنا قريت المعاهدة 500 مرة ولا يوجد بها أى بنود سرية». واعترف غالى بخطئه خلال عمله أميناً عاماً للأمم المتحدة فى التعامل مع الولاياتالمتحدة كدولة كبرى. وقارن بين إدارة بوش الأب وكلينتون قائلاً: «بوش الأب سياسى مخضرم تدرج فى العمل السياسى وكان له دور مهم تجاه الأممالمتحدة ونواياه طيبة تجاه العرب، وأمريكا فى بعض الأحيان لها رؤية مفتوحة على العالم وتؤمن بالتعددية». واستبعد غالى حدوث أى تغيير فى القضية الفلسطينية مع إدارة أوباما لثلاثة أسباب هى: «انقسام الحكومة الفلسطينية (فتح وحماس)، والسبب الثانى هو أن الحكومة الإسرائيلية تستفيد من هذا الانقسام، وثالثاً أن أمريكا وهى الوسيط الوحيد مشغولة فى أزماتها الاقتصادية والحرب فى العراق والقنبلة النووية فى كوريا، فالإدارة الأمريكية أمامها عدة ملفات وتبدأ دائماً بالسهل». ورفض التعليق على بناء الجدار المصرى على الحدود مع غزة، واكتفى بالقول أنه لم يكون رأياً بعد. ولام غالى نفسه على عدم تعلم أو دراسة آلة موسيقية، وقال: «كنت أتمنى أن أتعلم الجيتار إلا أن خبراء الآلات الموسيقية أخبرونى بأنها تحتاج إلى تفرغ لمدة ساعتين يومياً». وأضاف: «ومن جوانب التقصير أيضاً أننى لم أتعلم لغة رابعة، خاصة الإسبانية فهى لغة منتشرة بقوة فى أمريكا الجنوبية وانتشرت فى الولاياتالمتحدة الآن». وقال غالى إن أبرز أخطائه المهنية تتمثل فى عدم قدرته، خلال فترة عمله الدبلوماسى، على إقناع الرأى العام المصرى والحكومة المصرية بأهمية القارة الأفريقية، وقال: «لو أخبرت دبلوماسياً الآن بأن خدمته ستكون فى نيروبى لسألنى «هو انت زعلان منى ولا إيه يا دكتور؟»، رغم أن نيروبى أهم 100 مرة من دول أوروبا، ونحن نتعامل مع نهر النيل على أنه نهر مصرى وليس نهراً مشتركاً مع دول أفريقية».. وأضاف «أشعر بالندم أيضاً لأن السنوات مرت سريعة.. وأتمنى أن أمتلك نفس القدرة على العطاء».