جلست فى دمشق منذ ثلاثة عقود مع مجموعة من الأصدقاء من خمس دول عربية.. استمتعت ليلتها بالعديد من القصائد الشعرية.. شعرت بأننا أبناء أسرة واحدة.. ولكننا إذا تحدثنا فى السياسة نتحدث همساً فللحيطان ودان!! تذكرت ذلك وأنا أنظر إلى خريطة العالم العربى الكبير وتعجبت!! حبانا الله موقعاً متميزاً، وأراضى تحوى كل الخيرات، وثروات تفوق كل الثروات.. تجمعنا اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد و.. و..!! ولكن الجالسين على «كراسى الحكم» مختلفون متفرقون!.. فتذكرت كلمات عن «الكرسى» للشاعر أحمد مطر تقول: «فى صِغرى.. فتَحتُ صُندوقَ اللعبِ.. أخْرجتُ كرسياً موشّى بالدهبْ.. قامتْ عليه دُمية من الخشبْ.. فى يدها سيفُ قصبْ.. خفضت رأس دميتى.. رفعتُ رأسَ دميتى.. خلعتُها.. نصبتُها.. خلعتُها.. نصبتُها.. حتى شعرت بالتعبْ.. فما اشتكتْ من اختلافِ رغبتى.. ولا أحست بالغضبْ.. ومثلُها الكرسىّ تحت راحتى.. مزوّق بالمجد.. وهو مستلب.. فإن نصبته انتصب.. وإن قلبته انقلبْ!.. أمتعنى المشهدُ، لكن أبى.. حين رأى المشهدَ خافَ واضطربْ.. وخبّأ اللعبة فى صُندوقها.. وشد أذنى.. وانسحبْ.. وعشتُ عمرى غارقاً فى دهشتى.. وعندما كبرتُ أدركتٌ السببْ.. أدركتُ أن لعبتى.. قد جسدتْ كلّ سلاطين العربْ»!! حاتم فودة