وصف الدكتور نصر الدين طنطاوى، خبير الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية، ما يتردد مؤخرا بأن فيروس أنفلونزا الخنازير ليس له وجود بأنه مجرد «شائعات» لا أساس لها من الصحة، والهدف منها هو التأثير سلبا على المجهودات التى تقوم بها منظمة الصحة العالمية. وأكد ل«المصرى اليوم» أن الفيروس لا يزال نشطا حتى هذه اللحظة، مشيرا إلى أن تلك الشائعات- حسب وصفه- قد تكون انطلقت نتيجة للخسارة الاقتصادية التى منيت بها بعض الدول التى اشترت كميات كبيرة من اللقاح، ولم تستخدمها كما كان مخططا لها. وأوضح أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الفيروس دخل المرحلة السادسة بناء على انتشاره جغرافيا، وليس استنادا إلى شدة الوباء، وأعطت الضوء الأخضر لتصنيع اللقاح مع توفير كميات كبيرة من مضادات الفيروسات التى أنقذت أرواح العديد من المرضى. ولفت طنطاوى إلى أن منظمة الصحة العالمية تتعامل مع العلماء من جميع الأقطار الذين لا ترتبط مصالحهم بشركات معينة أو حتى صناعات دوائية محددة، موضحا أن المنظمة كانت على قناعة بأن هناك ارهاصات لجائحة قادمة من الانفلونزا استنادا إلى الشواهد التاريخية التى حدثت خلال القرن الماضى فى أعوام 1918 و1957 و1968، فأصدرت توجيهاتها إلى دول العالم للحذر والتخطيط المسبق لاحتمال ظهور فيروس جديد ينجم عنه جائحة عالمية . وذكر طنطاوى أن منظمة الصحة العالمية رفضت التكهن وقتها بماهية الفيروس القادم أو موعده أو مكان ظهوره، مشددا على أن جميع التقارير التى كانت ترد إلى المنظمة كانت تؤكد أن الفيروس سريع الانتشار، وأن «الصحة العالمية» حاولت توصيف درجات شدة الوباء لربطها بالإجراءات التى يمكن اتخاذها بحيث تكون متدرجة ولا تؤدى إلى توقف الحياة بالمجتمع. وشدد على أن الفيروس لا يزال نشطا فى مناطق شمال أفريقيا وجنوب أسيا وشرق وجنوب شرق أوروبا ولا يمكن التكهن حتى الآن بما يمكن حدوثه فى موسمى الشتاء والربيع القادمين، مؤكدا أن ما يشاع عن «أنفلونزا الخنازير» وهم، يفتقر الى الحقائق العلمية المتوافرة من هذه الجائحة ومن دروس التاريخ. وقال إن الإجراءات المشددة التى كانت تتبعها الحكومة المصرية «بلا فائدة» فى الوقت الحالى، خاصة بعد تسرب الوباء إلى الداخل، لافتا إلى أن إجراءات مثل الكاميرات الحرارية كانت محاولات مطلوبة من أجل احتواء الوباء فى بدايته وخفض عدد الحالات بين المخالطين . وأضاف: «هذه الإجراءات ما كانت لتمنع جميع الحالات المصابة الوافدة لذا يجب العمل على تخفيف الآثار المترتبة على هذا الوباء مثل العلاج وتطوير الإمكانات العلاجية بالجهاز الصحى. ويرى «طنطاوى» أن ما اتخذته الحكومة المصرية من إجراءات، يتوافق مع توجيهات منظمة الصحة العالمية ،خاصة الإجراءات التصاعدية حسب الوضع الوبائى بالمدارس والجامعات ونشر الوعى الصحى الذى أفاد المجتمع المصرى وساهم فى علاج حالات كثيرة وخفض نسبة الوفيات مقارنة بالدول الأخرى.