نبيهة لطفى.. طريق إلى مصر والشام

مصرية من صيدا، عربية الهوى تحلم بالكاميرا وللكاميرا حلمها أيضا. مناضلة بروحها ووقفاتها وعدسة كاميراتها.. الكل يشهد لها.. هى رائدة ليست فى السينما فقط ولكن فى الدفاع عن القضايا القومية والعربية وفى حبها لوطنها.
إنها نبيهة لطفى والتى كرمها ملتقى تنمية المرأة باعتبارها من أوائل المخرجات التسجيليات فى العالم العربى، وأول امرأة تخرجت فى معهد السينما قسم الإخراج فى مصر، ولكونها أيضا شاهدة على عصر مهم من تاريخ الأمة وتاريخ مثقفيها.. عايشت كبار صانعى السينما الروائية المصرية وتأثرت بهم لكنها اختارت أن تنتمى إلى السينما التسجيلية إذ رأت فيها منبرا حرا لإثارة الوعى بالقضايا التى شغلت بالها.
حوّلت «السياسة» حياة نبيهة إلى مسار مختلف، اختارت دراسة العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، لكنّها لم تكملها، إذ طُردت مع 18 طالباً بسبب التظاهر والاعتصام ضد حلف بغداد وكان موعدها مع مصر التى أحبتها وتظاهرت من أجلها والتى تاقت لها قبل أن تأتى إليها لتعيش بقلب يهفو الى وطنين.
كانت نبيهة البنت البكر لأسرتها دائما تسأل عن كل التفاصيل، ودائما كانت تتحاور مع والديها حول كل شيء لم تخش شيئاً أبدا.. وهو ما ظهر فى افلامها وفى اقتحامها لعالم كان حتى دخولها إليه مقصورا على الرجال.
حين تحدثت عن حياتها فى صيدا قالت إنها قضت طفولة سعيدة جدا.. وأول ما تتذكره عن صيدا هو البحر، فى الشتاء دائما تحس الصوت تحس رائحة البحر لأن بيتها كان على البحر مباشرة، الأب كان محاميا وكانت الأم امرأة متفهمة ومحبة لأولاده، كانت أما رائعة لثلاث بنات وولدين.
حضرت إلى مصر التى حلمت بها لكنها عايشت مشكلات المجتمع التى لم تكن تتخيل حجمها من الخارج، وخاصة قضية التسرب من التعليم التى كانت موضوع أحد أفلامها التسجيلية، لم تتخيل أبدا حجم المشكلة فى مصر إلا عند إعداد الفيلم.