رحب عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، بإعلان الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، من العاصمة التشادية أنجامينا، استعدادهما للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأيام الثلاثة المقبلة فى العاصمة القطرية الدوحة التى تشهد منذ عام مفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة الدارفورية بمبادرة من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى. واعتبر موسى، فى بيان صحفى أمس، الاتفاق «خطوة بناءة وإيجابية» نحو حل مشكلة دارفور وفى توقيت مهم يشهد فيه السودان انتخابات عامة فى البلاد خلال شهر أبريل القادم تنفيذا لاستحقاقات السلام، مشيداً بالجهود الحثيثة التى بذلها الرئيس التشادى إدريس ديبى للتوصل إلى هذا الاتفاق. وأكد موسى تصميم الجامعة العربية على مواصلة جهودها التنموية الهادفة إلى توفير الخدمات الأساسية لأهالى دارفور بما يشجع على العودة الطوعية، مشيراً إلى التنسيق الجارى فى هذا الشأن مع الحكومة السودانية والبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة. وكان مجلس الجامعة العربية عقد الأسبوع الماضى جلسة استثنائية فى مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور، بعد أن قام الأمين العام بافتتاح مجموعة من القرى المؤهلة بخدمات أساسية فى مختلف ولايات دارفور، وبلغ حجم القرى التى قامت الجامعة العربية ودولها الأعضاء بتمويل تأهيلها نحو 92 قرية و248 مركزا خدمياً، بالإضافة إلى مساكن للقائمين على تقديم هذه الخدمات ومولدات الكهرباء. ومن المقرر أن يصل الأمين العام للجامعة العربية برفقة مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين العرب إلى جوبا، غداً، لعقد مؤتمر للتنمية والاستثمار لصالح الجنوب. وفى سياق متصل، أكد دبلوماسيون عرب أن الزيارة التى قام بها وفد الجامعة العربية لإقليم دارفور السودانى، الاسبوع الماضى كانت ناجحة بكل المقاييس وأعادت للاقليم انتماءه العربى، مطالبين فى ذات الوقت بتقديم المزيد من المساعدات العاجلة للاقليم، بينما دعا السفير السودانى بالقاهرة ومندوبها الدائم فى الجامعة العربية، عبدالرحمن سر الختم، الدول العربية إلى تحليل ما يحدث من «تآمر ضد السودان سواء فى دارفور أوالجنوب»؛ لاتخاذ الوسائل الوقائية التى تحول دون تكرار هذه التجارب فى أماكن أخرى من الوطن العربى. فى حين أكد حازم خيرت، مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية، سعى قوى دولية لانفصال جنوب السودان خلال الاستفتاء الذى سيجرى فى العام المقبل، مشددا على أن مصر تقاوم هذا التوجه بشدة. واتهم عبدالرحمن سر الختم، المندوب السودانى بالجامعة العربية، قوى دولية بالعمل على زعزعة الاستقرار فى بلاده، مشيراً، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، إلى أن ما يحدث فى دارفور هو «نموذج لتآمر يتكرر الآن فى عدد من الدول العربية وسيستمر فى الفترة المقبلة وفق سيناريو مرسوم وبرامج زمنية خاصة بكل دولة عربية، حسب ما تحدده هذه الجهات»، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ «الإجراءات الوقائية». وأضاف سر الختم أن الولاياتالمتحدة وعدت السودان بأنه سيتم تقديم مساعدات لو حققنا السلام فى الجنوب و«لكننا فوجئنا بهم بعد توقيع السلام بأسبوع يفجرون أزمة دارفور ويصبون عليها الزيت»، مشيرا إلى ان مشكلة دارفور «مصنوعة». من ناحيته أكد السفير حازم خيرت، مندوب مصر الدائم فى الجامعة العربية، أن دور مصر مهم وقيادى لتحقيق الاستقرار فى دارفور، ولكننا نتحرك بشكل ذاتى حتى لا تحدث أى تناقضات مع أى أطراف أخرى، موضحا أن مصر تلعب دوراً مهماً لإنجاز المصالحة فى دارفور. وحول تقييمه للاوضاع فى دارفور، قال خيرت إن زيارة وفد الجامعة أوضحت ما يشهده الاقليم من استقرار وحالة أمنية جيدة، مضيفاً: «لم نشعر بوجود اى توتر خلال الزيارة، ومع ذلك فإن الاستقرار لن يكتمل إلا مع اكتمال عملية السلام فى الاقليم». وحذر خيرت من سعى بعض القوى لتقسيم السودان، وأضاف أن مصر «تبذل جهوداً كبيرة جدا للحيلولة دون انفصال جنوب السودان الذى لا تقبله، من خلال الاتصال مع الحكومة السودانية والجنوبيين». واعتبر خيرت أن زيارة وفد الجامعة العربية أعادت لاهل دارفور انتماءهم العربى فى ظل تواجد ممثلى 22 دولة عربية. وحول ما إذا كان يرى أن المساعدات التى قدمتها الجامعة لدارفور تأتى على مستوى احتياجات الإقليم، قال خيرت إنها «تسهم إلى حد كبير فى تخفيف المعاناة، ولكن دارفور تحتاج الكثير من بنية تحتية ومشروعات فى كل المجالات، ومن الصعب على الجامعة العربية أن تتحمل كل ذلك لانه يحتاج منظمات عالمية، إلا أن دور الجامعة يظل قوياً وحيوياً ومؤثراً». كما أكد هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، أنه رغم الدعم الذى قدمته الجامعة للإقليم فإن هناك دائماً حاجة للمزيد. واعتبر سفير قطر فى القاهرة صالح عبدالله البوعينين فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن ما تم إنجازه خلال زيارة وفد الجامعة العربية «جيد بالنسبة لأوضاع دارفور التى لم تكتمل فيها العملية الأمنية، ولكننا نتمنى إنجاز المزيد والمزيد».