اختلاف الآراء فى الدين ومواكبة المسلمين للزمان والمكان كان موضوع النقاش، فى حلقة أمس الأول، من برنامج «دين ودنيا»، الذى يقدمه الدكتور عمار على حسن على قناة «دريم»، واستضاف خلاله المفكرين الإسلاميين جمال البنا والدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية، وقال البنا إن الإسلام وضع الأساس الحقيقى للتعددية واستشهد على ذلك بالشهادة فى الإسلام: عندما نقول لا إله إلا الله نعنى أن التعددية متاحة فى كل شىء إلا الله فيجب أن نتعايش مع التعددية والاختلافات، وأن نختلف باحترام. وبينما رأى مقدم البرنامج الدكتور عمار على حسن أن الفقه الحديث أصبح عاجزاً عن التعامل مع الأمور فى المجتمعات الأوروبية رغم الاختلاف والتعددية الذى أباحها الإسلام، أكد البنا أن أحد أهم أسباب قمع التعددية هو فساد نظام الحكم، وقال: التعدد والحرية السائدة فى المجتمع الإسلامى كانت تحدث بلبلة، لدرجة أن مدينة واحدة كان يمكن أن تجد بها ثلاثة مفتين، لذلك رأى الحكام أن يغلقوا باب الاجتهادات حتى يستريحوا من الفوضى التى كانت تتسبب فيها الفوضى، وأضاف: الحكام يميلون لتوحيد الآراء وتقليل الاختلافات، ومن الحكام بالذات جاء غلق باب الاجتهاد وبالتالى تحجر الآراء وجمود الفكر. وعما سببه غلق باب الاجتهاد من عدم وجود فقه يناسب المسلمين فى أوروبا ويساعدهم على العيش فى هذه البلدان، قال الدكتور إمام: هناك صراع حقيقى فى هذه الدول ليس فى الآراء وإنما فى الاتجاهات والتيارات، فكل تيار يريد أن يسيطر على المسلمين هناك، فعلى سبيل المثال أغلق مسجد بأمريكا لأنه محل صراع بين الشيعة والسنة حول من يتولى إمامته. فى حين رأى البنا أن المشاكل التى يقابلها المسلمون فى الغرب سببها تعنتهم وعدم اندماجهم مع المكان الذى يعيشون فيه، وأكد أن رأيه هذا تسبب فى مصادرة كتاب له، وقال: الكتاب الوحيد الذى تمت مصادرته كان عن فشل الدولة الإسلامية بالعصر الحديث، الذى تمت مصادرته لباب واحد فقط عن الأقليات الإسلامية، بعنوان «الأقليات الإسلامية بين التميع والتقوقع» لأنى أرى أنهم عجزوا عن التكيف مع المجتمع والتمسك بالشخصية الإسلامية، فأردنا أن نقول لهم بهذا الكتاب إنه من الممكن أن يحتفظوا بالهوية الإسلامية ويندمجوا مع مجتمعهم بحيث أنه بعد 20 سنة يظهر أكثر من نائب فى الجمعية العمومية بفرنسا مثلاً، وضرب البنا مثالاً بالحجاب فى البلدان الرافضة له: قلنا مثلاً إن المرأة المسلمة إذا أحست حرجاً من كشف شعرها تلبس «برنيطة»، ولا تلبس الحجاب الإسلامى، لأنه هيبقى عازل بينها وبين المجتمع فالحكمة من الحجاب هى تغطية الشعر والبرنيطة تؤدى هذا الغرض وفى الوقت نفسه ستعايش المجتمع فقالوا إنه كتاب ضد الحجاب وصادروه. وأضاف: الحجاب والجبة واللحية كلها مظاهر، ومن سمات تخلف الأمم الاهتمام بالمظاهر دون الجوهر. اعتبر البنا والدكتور إمام أن الحل لمشكلة المسلمين فى الغرب هى المواطنة، فقال البنا: الرسول عليه الصلاة والسلام قبل ما يخرج اليهود من الدولة الإسلامية كان يحضر لنا دولة غريبة جداً تكفل حق المواطنة لليهود والأنصار والمهاجرين لأنهم يعيشون فى أمة واحدة. أكد ذلك الدكتور إمام، وقال: دائماً نقول إن المسلم إذا دخل الإسلام فى أمريكا فهو أمريكى، ويجب أن يحترم حقوق وواجبات المواطنة فى بلده وإذا تعارض دينه مع وطنه عليه أن يلجأ لضميره فإذا دعا للحرب ضدالعراق وهو يراها حرباً ظالمة لا يرضاها ضميره فلا يخرج إليها لكن إذا دخل جيش من المسلمين على أمريكا فى حرب ظالمة عليه أن يدافع عن وطنه ويحارب جيش المسلمين إذا كانت الحرب التى يقيمونها ضد أمريكا ظالمة وتتعارض مع ضميره.