أرسلت وزارة الثقافة ل«المصرى اليوم» مستندات رسمية تؤكد من خلالها موافقة مجلس الوزراء على تخصيص مبلغ 29 مليون جنيه لتطوير متحف محمد محمود خليل وحرمه وقصر الفنون، فى الوقت الذى يستمر فيه إغلاق المتاحف تباعاً بعد اكتشاف ثغرات فى تأمينها، فبعد قرار وزير الثقافة بإغلاق 3 متاحف أمس الأول، أصدر المجلس الأعلى للآثار قراراً أمس بإغلاق متحف النوبة بأسوان، وفى الوقت نفسه أعلن المهندس نجيب ساويرس عن تخصيص مكافأة تبلغ مليون جنيه لمن يدلى بمعلومات عن لوحة زهرة» الخشخاش». وكشفت المستندات أن مجلس الوزراء وافق فى أبريل 2009 على التعاقد بالأمر المباشر مع شركة المقاولون العرب لتنفيذ أعمال تطوير قصر عائشة فهمى «مجمع الفنون بالزمالك»، ومتحف محمد محمود خليل وحرمه بقيمة تقديرية تبلغ 29 مليوناً و857 ألف جنيه من صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة. ووفقاً للمستندات فإن فاروق عبدالسلام، المشرف على قطاع مكتب وزير الثقافة، أرسل مذكرة لمجلس الوزراء فى فبراير 2009 يطالب فيها بالموافقة على تكليف شركة «المقاولون العرب» بالأمر المباشر للبدء فى تطوير المتحفين نظراً لأهمية المبنيين اللذين يعدان من ثروات مصر، وفقاً لما ورد فى المذكرة. وبموجب موافقة مجلس الوزراء أرسل المشرف على قطاع مكتب الوزير إخطاراً إلى محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بتاريخ 28 أبريل 2009 يبلغه فيها بموافقة مجلس الوزراء على مشروع التطوير قال فيه: «رجاء التكرم باتخاذ ما يلزم فى هذا الشأن بالتنسيق مع المشرف على صندوق التنمية الثقافية». كان شعلان قد أرسل مذكرة إلى وزير الثقافة فى 10 أغسطس 2008 يطالب فيها باعتماد ميزانية تبلغ 40 مليون جنيه لتأمين المتاحف بعد مراجعة إجراءات التأمين فيها، وبموجب هذه المذكرة أرسل فاروق حسنى، وزير الثقافة، مذكرة إلى وزير التخطيط طالب فيها باعتماد الميزانية المطلوبة، وأرسل عبدالسلام إخطاراً لشعلان بتاريخ 21 أكتوبر 2008 أرفق فيه صورة من خطاب وزير الثقافة إلى وزير التنمية الاقتصادية لتعزيز الخطة الاستثمارية لقطاع الفنون التشكيلية بمبلغ 40 مليون جنيه «حفاظاً على أرواح السائحين والعاملين بتلك المناطق». وطالب عبدالسلام فى الخطاب «المسؤولين فى قطاع الفنون التشكيلية المتابعة مع وزارة بالتنمية الاقتصادية مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين المتاحف والمبانى التابعة للقطاع لحين تنفيذ الأعمال المطلوبة». ويتضمن الخطاب المطالبة باعتماد مبلغ 2 مليون و475 ألف جنيه لتأمين متحف بيت الأمة، و2 مليون و880 ألفاً لمتحف دار ابن لقمان، و2 مليون و980 ألفاً لتطوير مركز الخزف الإسلامى، ومبالغ أخرى لتطوير متاحف قصر الفنون ومتحف الشمع ومتحف الأمير وحيد سليم ومتحف الفن الحديث ببورسعيد. وأعلن الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أنه تم تكليف إحدى الشركات المتخصصة لتنفيذ مشروع متكامل لتطوير نظم التأمين والمراقبة والإنذار داخل متحف النوبة بأسوان نظراً لانتهاء العمر الافتراضى لتلك الأجهزة التى تعمل منذ افتتاح المتحف عام 1997 وكثرة أعطالها وعدم توافر قطع الغيار الخاصة بها. وأوضح حواس أنه تقرر إغلاق متحف النوبة أمام الزائرين بدءاً من اليوم ولمدة أسبوعين حتى يتم الانتهاء من مشروع التطوير، كما قرر تكثيف الوجود الأمنى لمراقبى الأمن التابعين للمجلس داخل قاعات المتحف وحوله لحين الانتهاء من المشروع. وقال الدكتور أسامة عبدالوارث، مدير المتحف، إن «سرقة زهرة الخشخاش لم تكن السبب الرئيسى فى قرار الإغلاق، لكنها أدت إلى استعجال عملية الصيانة».
