كل من شاهد فيلم «البداية» تعامل مع أحداثه على أنها «خيال علمى» أو «فانتازيا»، لكن الحقيقة أن قصة الفيلم أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال، فهى تعتمد على فكرة معروفة فى علم النفس باسم «الحلم الشفاف» أو «Lucid dream»، والمفاجأة أن أى شخص يمكنه تنفيذها بطريقة علمية معروفة تسمى «الإيحاء الذاتى». الدكتور «ليج باريت»، أستاذ علم النفس فى كلية الطب فى هارفارد، وكاتب المقالات فى مجلة «علم الأحلام الجديد»، قال: «لو قلت لنفسك: فى حلم الليلة، أريد أن أدرك أنى أحلم، أو أريد أن أحلم بزوجتى المتوفاة، أو أريد أن أحل المشكلة الفلانية أو أريد أن أقابل فلاناً أو أزور المكان الفلانى، فهذه هى الطريقة المثالية لتنفيذ الحلم الشفاف». منذ قرون، عرف الإنسان كيفية التحكم فى حلم شخص، فالبوذيون فى منطقة التبت تمرنوا على ذلك منذ 1000 عام، ولاعبو اليوجا أيضا، والغريب أن «كريستوفر نولان»، مؤلف ومخرج الفيلم، كان يتدرب على ذلك عندما كان صغيراً: «كنت أريد أن أفعل ذلك منذ وقت طويل، هو شىء أمارسه منذ كان عمرى 16 عاماً». معرفة ما يحلم به شخص أمر ممكن، ففى علم الأعصاب الإدراكى يستطيع الباحثون عمل «مسح ثلاثى الأبعاد للمخ» لشخص يحلم، بل ويظهر عمل مناطق اللاوعى عنده وكيفية تطورها، فطاقة الصورة فى مخ الإنسان تنمو باستمرار، وقد تمكن الباحثون من تصدير مخ يعمل صاحبه فى حل الرياضيات، وآخر لشخص يجيد التحدث بعدة لغات. الدكتور «ماثيو إدلوند»، مؤلف كتاب «قوة الراحة» قال: «منذ مئات السنين، كان بعض رجال الدين المثقفين قادرين على الدخول فى أحلام الناس، وأشهرهم «شامان» الذى كان يستطيع الدخول فى أحلام المرضى ومساعدتهم، فالحلم يعتبر إعادة لتشكيل العقل، والحالم يأخذ من ذكرياته القديمة، ويخلطها مع ما حدث معه فى آخر 24 ساعة، لتنتج أفكاراً جديدة، ويمكن القول إن العقل تتم إعادة بنائه أثناء الحلم». يقترح دكتور «ليج باريت» عدة خطوات علمية ومدروسة يمكن باتباعها استخدام الحلم فى حل المشكلات وزيادة الإبداع، وتسمى هذه الطريقة «الحضانة»، وخطواتها كالتالى: 1- اكتب المشكلة مختصرة فى ورقة وضعها بجوار السرير. 2- اقرأها مرات عديدة قبل النوم. 3- فى السرير وقبل النوم مباشرة، حاول تخيل المشكلة وتجسيدها فى أشكال محددة. 4- قل لنفسك إنك تريد أن تحلم بها. 5- تأكد من وجود ورقة وقلم بجوارك. 6- عندما تستيقظ، لا تنهض من السرير بسرعة، بل استرخى وحاول ملاحظة أى أثر للحلم الذى أردته واستدعى تفاصيله، واكتب كل ذلك فى ورقة. «باريت» لا يستبعد التوصل إلى طريقة للتحكم فيما يحدث فى الحلم والتلاعب فيه وتعديله، لكنه يؤكد أن فكرة مشاركة مجموعة من الأشخاص فى حلم واحد مازالت غامضة، ومازالت لا تتعدى مجرد روايات من أشخاص ليس لها دليل علمى.