«محاصر من جميع الجوانب» هو الوصف الذى اختاره مدير مركز كارنيجى للشرق الأوسط ببيروت، باول سليم، لمستقبل حزب الله اللبنانى، خاصة فى ظل ما يتردد عن احتمالية نشوب حرب ثانية بين الحزب وإسرائيل بعد تلك التى وقعت فى يوليو 2006. وأرجع باول الغموض الذى يحيط بمستقبل حزب الله، أكبر القوى اللبنانية السياسية الشيعية، إلى تصاعد التوتر مع إسرائيل، واحتمالية إدانة بعض عناصره بالتورط فى مقتل رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى من قبل المحكمة الجنائية الدولية. فعلى الرغم من استبعاد باول لاحتمالية نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل خلال الأشهر المقبلة، إلا أنه يرى أن إسرائيل ربما تشعر بالحاجة إلى اتخاذ رد فعل فى حالة ما لم تؤت مسألة فرض عقوبات على إيران ثمارها بحلول عام 2011. واقترح باول أن إسرائيل سيكون أمامها خياران فى هذه الحالة، إما توجيه ضربات عسكرية إلى المنشآت الإيرانية بما يضعها فى مواجهة كل من إيران وحزب الله فى آن واحد حينها، أو أنها توجه «ضربة استباقية» لحزب الله، لتقليص قدرة إيران الانتقامية. ربما يكون حزب الله مستعداً بشكل مكثف لهذه السيناريوهات المطروحة سابقا، إلا أنه سيجد صعوبة كبيرة فى حالة دخوله حرباً ثانية فى أن يبرر للشعب اللبنانى ماهية تلك الاستراتيجية التى ستجر بلاده إلى حربين مدمرتين فى غضون 5 سنوات. ويعتقد باول أن نهاية هذه الحرب المحتملة ستكون بتدخل سوريا من خلال مطالبتها الدول العربية والمجتمع الدولى بتحمل مسؤوليتهم على نحو أكبر فى لبنان، لاحتواء حزب الله وقدرته العسكرية. وشدد مدير مركز كارنيجى للسلام على أن التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل عنصر أساسى لنجاح أى سيناريو مقترح لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل، وذلك بإعادة مرتفعات الجولان لدمشق مقابل نزع السلاح من حزب الله. وتنبأ بأنه فى حالة ضغط سوريا على لبنان للقبول بمقترح السلام السابق، فإن الحزب سيبقى كحزب سياسى مؤثر فى لبنان، نظرا لشعبيته فى أوساط الشيعة من اللبنانيين، إلا أنه سيتخلى عن دوره الرئيسى كقوة تعمل بالوكالة عن الحرس الثورى الإيرانى.