التعليم الصناعى

يبدأ ثمن الولاعة الصينية التى تباع فى مصر من 100 قرش من بائع التجزئة إلى المستهلك، وتمر هذه السلعة من المستورد إلى تاجر الجملة إلى تاجر جملة آخر إلى تاجر التجزئة، وكل هؤلاء يحقق هامش ربح.. أى أنه من الممكن أن يكون ثمن هذه السلعة من المصدر وهو الصين 10 قروش.. أعتقد أن هذه السلع فى الصين تصنع فى أماكن مثل المدارس مكونة من عدة فصول، يقوم كل فصل بتصنيع جزء من السلعة، ويقوم فصل بتجميع هذه الأجزاء حتى تكون السلعة مكتملة، لذلك يكون عندهم القدرة على تصنيع كميات كبيرة جدا من سلعة معينة فى وقت قياسى!!
تحقق هذه المدارس الصغيرة أرباحها عن طريق تصدير أكبر كم من السلعة لكل دول العالم على حسب المستوى المعيشى لهذه الدولة، وبذلك تستفيد الصين من التوافر الهائل للأيدى العاملة وكذلك تحتكر صناعة معظم السلع الاستهلاكية عن طريق بيعها بسعر ضئيل وتصنيع كميات كبيرة فى وقت قصير وهذا المثل يظهر بوضوح فى مصر فى صناعة الأثاث بمحافظة دمياط.
ولكن هل يمكن تحويل المدارس الصناعية فى مصر إلى مصانع صغيرة يقوم كل مصنع بتصنيع سلعة معينة؟! أعتقد أنه يمكن ولكن هذا يحتاج إلى الوقف النهائى لاستيراد السلع الاستهلاكية، خاصة من الصين وتشجيع الشباب على التصنيع والابتكار داخل هذه المدارس وعمل رواتب ولو كانت رمزية لتشجيع الشباب على العمل داخل هذه المدارس ومحاولة فتح أسواق داخل مصر وخارجها لتسويق الصناعات التى يقوم بها الشباب وسوف تستفيد مصر من هذه المصانع الصغيرة عن طريق زيادة أعداد الطلبة فى المدارس الصناعية وتعلم الشباب صناعات مختلفة وأعتقد أنه يجب على الرأسماليات الكبيرة والمصانع الكبيرة الاستفادة من هذه المدارس والاستفادة من طاقات الشباب الهائلة أفضل من تركها ضحية للفراغ!!
محمد يحيى الهلالى- محام