حظيت بعثة المنتخب الإسبانى بتكريم تاريخى لدى عودتها إلى العاصمة مدريد قادمة من جنوب أفريقيا عقب تتويجها بكأس العالم 2010 للمرة الأولى فى تاريخها بعد تغلبها على هولندا بهدف دون رد للنجم أندريس إنييستا. ولم ينتظر الحارس العملاق وقائد الماتادور كثيرا لرفع الكأس عاليا نحو سماء العاصمة ليرفع الكأس فور خروجه من الطائرة التى كتب عليها «الأبطال»، ويعطيها بعد ذلك للمدرب فيسنتى ديل بوسكى أمام الصحفيين. كان كاسياس، الذى تألق فى لقاء النهائى أمام هولندا وأنقذ هجمتين خطيرتين من النجم آرين روبن، أول من خرج من باب الطائرة ليتبعه ديل بوسكى ثم أنخل ماريا بيار رئيس الاتحاد الإسبانى لكرة القدم. ولم تتوقف فرحة اللاعبين حتى فى الطائرة التى أقلتهم إذ إن طاقم الضيافة على متنها جهز كعكة طبع عليها قميص الماتادور الإسبانى وقدمها للاعبين وحملها هداف الماتادور أمام كاميرات المصورين الذين صاحبوهم فى الرحلة. ولم تغب الفوفوزيلا أيضا عن لاعبى المنتخب الإسبانى بعد أن حمل صوتها أفضل ذاكرة لهم، حيث قام بعض اللاعبين باستخدامها. وأشادت وسائل الإعلام العالمية بالمنتخب الإسبانى الذى توج بلقب المونديال، وكان لاعب وسط الفريق أندريس إنييستا هو صاحب القسط الأكبر من الإشادة. واحتفت يومية «جازيتا ديللو سبورت» الإيطالية بلاعب وسط برشلونة تحت عنوان «إنييستا الفارس الشاحب لا يخيب أبدا»، بعد أن منح إسبانيا لقبها العالمى الأول بهدف فى الدقيقة 116 من الوقت الإضافى أمام هولندا. بدورها، جاء عنوان صحيفة «صن» البريطانية «وينييستا» فى جمع بين اسم اللاعب وكلمة «وين» الإنجليزية، التى تعنى بالعربية الفوز، فى كلمة واحدة. وأبرزت الصحيفة هدف الفوز الذى أحرزه لاعب الوسط صغير الحجم، أحد أنشط لاعبى المباراة التى استضافها ملعب «سوكر سيتى» بمدينة جوهانسبرج. وفى فرنسا، أبرزت صحيفة «لوفيجارو» أن «إنييستا كان رمزا للقوة الإبداعية للعب الإسبانى»، فيما اعتبرت «لوباريزيان» أن «الأفضل فازوا باللقب العالمى، بفضل الدم البارد للاعب وسطهم الصغير والعبقرى إنييستا». وتضيف صحيفة «جازيتا ديللو سبورت»: «مرحى إسبانيا، أنت أيضا أصبحت إحدى الملكات». لكن الصحيفة الرياضية الإيطالية تبدى أسفها فى المقابل للمستوى الكروى الضعيف الذى ظهرت عليه آخر مباريات المونديال الذى استضافته جنوب أفريقيا: كانت مباراة نهائية ضعيفة». كما جاءت تصريحات «توتو سبورت» الإيطالية الرياضية مشابهة «إسبانيا مدت حدود إمبراطوريتها: بعد (كأس) أوروبا تفوز ب(كأس) العالم». وأضافت هولندا تنال خسارتها فى نهائى الكأس. أما صحيفة «بيلد» الألمانية الأوسع انتشارا فى بلادها فقالت على لسان الأبطال الجدد «العالم كله تحت أقدامنا.. بعد لقب الأمم الأوروبية، الآن انتصار فى المونديال». وأبرزت صحيفة «دير شبيجل» على موقعها الإلكترونى الانتصار الكبير الذى حققه منتخب «لاروخا»: «إنه جيل فتيان الذهب.. إسبانيا لم تلعب فى المونديال الكرة الأجمل، لكن الأفضل». وأعادت كرة القدم، مساء الأحد الماضى، إلى أندريس إنييستا بعضا مما كانت تدين به إليه بعد موسم صعب ملىء بالإصابات والتعاسة. فهدفه الذى جاء فى الدقيقة 116 من الوقت الإضافى لم يمنح إسبانيا لقبها الأول فى كأس العالم فحسب، بل حول عاما لابد أن ينسى إلى «لحظة لا تنسى». فقد بدأ الموسم سيئا بالنسبة لإنييستا حتى قبل أن يبدأ، فى أغسطس 2009، توفى دانى خاركى، الصديق المقرب للاعب الوسط صغير الحجم، بشكل مفاجئ بينما كان يستريح فى حجرة فندقه، خلال استعدادات ناديه إسبانيول لانطلاق الموسم الجديد. وكان أول من تذكره بعد هدف الفوز هو صديقه، حيث خلع قميص إسبانيا ليظهر تحته آخر أبيض دون أكمام كتب عليه إنييستا: «دانى خاركى، معنا دائما».