مرض غريب لم يعرف الأطباء سببه بدقة حتى الآن بعضهم قال «نقص فى الأكسجين» وآخرون تحدثوا عن اختلال فى الجهاز العصبى دون أن يضع العلم سببا نهائيا له. مرض لم يعد نادرا يصيب أطفالاً فى عمر الزهور لا يستطيعون التحدث بشكل طبيعي، ويركزون اهتمامهم على أشياء قليلة، ولا يقدرون على مواجهة المتحدين، ولا اللعب.. أطفال لديهم حساسية شديدة للصوت، يتمتمون بكلمات مكررة لساعات طويلة ويعانون من الأرق وعدم القدرة على الضحك. هؤلاء هم ضحايا مرض التوحد الذى اكتشفه الأطباء فى 1944 وارتفعت نسبة الإصابة به من طفل مصاب لكل 10 آلاف طفل سليم عام 1978، حتى وصلت إلى طفل مصاب بالتوحد بين كل 3000 طفل عام 2000. فى هذا الملف تحاول «المصرى اليوم» الدخول إلى عالم الأطفال المتوحدين، حيث يعيشون فى صندوق مغلق، وسط مجتمع يرفض فكرة «الدمج» ويتعامل معهم من منطق «الشفقة» فقط. فى الملف أمهات يحكين عن تجاربهن مع أطفالهن المصابين بالمرض الذى لا علاج نهائياً له حتى الآن. يحكين عن مشاكل التعامل، والتعليم، والمجتمع، والخوف من المستقبل، وخبراء يتحدثون عن طبيعة المرض وكيفية اكتشافه، وأفضل طرق لتحسين مستوى تعامل الأطفال المصابين بالتوحد مع المحيطين بهم.