طارق يحيى يكتب قراءة فنية فى مباراة هولندا وسلوفاكيا: خبرة وطموح «الطواحين» أنهيا المغامرة السلوفاكية

نجح المنتخب الهولندى فى تحقيق فوزه الرابع على التوالى على نظيره السلوفاكى، وحجز مقعده بجدارة فى دور الثمانية لنهائيات كأس العالم 2010 بفضل فارق الخبرات الكبير بينه وبين المنتخب السلوفاكى سواء من حيث التاريخ والألقاب، أو من حيث اللاعبين بوجود نجوم مثل آريين روبن وويسلى شنايدر وروبن فان بيرسى وديريك كويت فى صفوف المنتخب الهولندى، رغم أن المنتخب السلوفاكى أيضاً قدم مباراة جيدة فى حدود إمكانياته وقدرات لاعبيه، وسوف يحسب لهذا المنتخب دائماً أنه أطاح بحامل اللقب من الدور الأول للبطولة بعد تفوقه عليه 3/2 فى مباراته الماضية.
العامل الثانى الذى رجح كفة «الطواحين» هو الفارق الكبير بين دوافع المنتخبين قبل المباراة، لأن المنتخب الهولندى يلعب على لقب البطولة منذ انطلاقها، وقبل مجيئه أساساً إلى جنوب أفريقيا، أما المنتخب السلوفاكى فكانت كل آماله الصعود للدور الثانى أو على أقصى تقدير الوصول لدور الثمانية.
وظهر على أدائه عدم الإصرار على الفوز، كما أن ضربة الجزاء التى أحرز منها هدفه جاءت من كرة ضالة رغم أن قدم المهاجم هى التى ذهبت إلى حارس المرمى الهولندى، إلا أنها كانت إعاقة واضحة ولا يستطيع الحكم عدم احتسابها.
الأداء خلال الشوطين من حيث السيطرة واحد، فالمنتخب الهولندى يتحكم تقريباً فى الأداء ورتم المباراة، والندية كانت موجودة من منتخب سلوفاكيا، ولكن على فترات، خاصة أن الهدف الهولندى الثانى جاء فى ظل سيطرة كاملة من السلوفاك على عكس سير المباراة، وهو ما أصاب لاعبيه بالإحباط رغم أننا يجب أن نلتفت لنقطة مهمة، وهى أن سيطرة سلوفاكيا كانت بلا أنياب ولا يمكن ترجمتها إلى أهداف. ومن حيث التغييرات، فإن الخيارات أمام مدرب سلوفاكيا كانت محدودة،
ولذا تأخر فى تغييراته لعدم وجود من يستطيع أن يصنع الفارق لديه، وفى بعض الأحيان تضطر كمدرب إلى أن تبقى على المجموعة الموجودة، أما مدرب هولندا ففريقه كان يسير بشكل جيد، ولذا لم يكن هناك ما يضطره للتغيير، ولذا دفع بإيليا على حساب روبين، وكلاس يان هونتيلار على حساب فان بيرسى، وأخيراً إبراهيم أفيلاى مكان شنايدر وذلك لإراحة هذه المجموعة بعد أن ضمن الفوز.
وأخيراً أشير لنقطتين، أولاً الإشادة بمهاجم سلوفاكيا فيتيك رغم أنه أضاع فرصتين سهلتين إلا أنه مهاجم مميز وفرض نفسه بقوة على تشكيلة بلاده من أول البطولة ونجح فى إحراز 4 أهداف يعتلى بها صدارة الهدافين حتى الآن بالتساوى مع الأرجنتينى هيجوين.. النقطة الثانية أن التاريخ سيفرض نفسه فى جنوب أفريقيا، وسيتوج بكأس البطولة هذا العام منتخب عريق لديه خبرات كبيرة ومهارات لافتة.