تنكر المهندس للدماء الواحدة، التى تجرى فى عروقه وشقيقتيه. وتنكر للسنوات الطويلة، التى قضتها شقيقة والده فى تربيتهم، زور تقارير طبية ووصية نسبها للأخيرة لينفرد بتركتها الكبيرة، أقام دعوى أمام محكمة الأسرة فى شبرا، طلب فيها الحكم ببطلان وصية وهبت فيها عمته ثلثى تركتها لابنتى أخيها وتقسيم الباقى حسب الشرع، تم تداول الدعوى وقضت المحكمة برئاسة المستشار سالم سعدالدين، وعضوية القاضيين سامح الكومى ومحمد صبرى برفضها. قبل سنوات عديدة، توفى الأب وترك شابا وطفلتين، أمانة فى عنق شقيقته، وهبت حياتها من أجلهم ودخل «م. أ».كلية الهندسة وتخرج فيها، لكنه كان شديد القسوة، يعامل شقيقتيه بغلظة وجحود، مضت السنوات ووصلت عمته إلى العقد التاسع من العمر، كونت ثروة تقارب 3 ملايين جنيه، بين تجارة وممتلكات، شعرت بأن الموت يطرق أبوابها، خشيت على ابنتى شقيقها من أخيهما.. استدعت محاميها وكتبت وصية، وهبت فيها ثلثى التركة للبنتين، أما الثلث الباقى فيقسم حسب الشرع، وبعد أيام فارقت الحياة. انتهت أيام الحداد وبدأ المهندس يجهز للاستيلاء على تركة عمته، ظهرت الوصية وقرر محامى المرحومة أن التقسيم سيكون حسبها. لم يصدق ابن أخيها، وظل يصرخ بأن الوصية باطلة وأنه يمتلك ما يجعل كل الأموال تحت يديه، استعان بصديق له وتمكن من تزوير تقرير طبى يقول إن عمته لم تكن فى قواها العقلية حين كتبت هذه الوصية بسبب سنها المتقدمة، وإن حالتها الصحية فى ذلك الوقت لا تمكنها من الكتابة، وبنفس الطريقة زور شهادة من عمته تفيد بتنازلها له عن كل أموالها لإدارتها والتصرف فيها. تداولت المحكمة القضية وفحصت الأوراق المقدمة من الطرفين، التى طعن كل طرف على تزوير ما قدمه الآخر، وكانت المفاجأة عند ورود تقرير الخبير، الذى أوضح أن الوصية المقدمة من شقيقتيه صحيحة، وأن لهما ثلثى تركة عمته، بينما الشهادة الطبية والتنازل له مزوران، وقضت المحكمة برئاسة المستشار سالم سعدالدين برفض دعواه وقررت إحالته إلى النيابة العامة، للتحقيق معه بتهمة التزوير.