صهوة زهرة ، سلمى ، سهارى ،، مراهقات قاصرات غادرن منازلهن فى فرنسا توجهن إلى محطة القطار بدلا من الذهاب إلى المدرسة ، وصلن إلى أقرب مطار سافرن الى تركيا قطعن الطريق حتى حدود سوريا أو العراق ، يرافقهن حلم واحد الحبيب المنتظر والزواج والجهاد فى سبيل الله والحياة على النمط الأسلامى كما صور لهن ، قصة متكررة ومتشابهة وقلق عالمى من تزايد المهاجرين من الشباب والشابات والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذى زادت جاذبيته بعد النجاح الذى حققه فى استقطاب عدد كبير من أبناء الغرب. نقطة اللقاء الأولى عبر شاشات التواصل الاجتماعى وتحديدا تويتر ، التجنيد الإلكترونى أحدى مهمات التوسع لتنظيم الدولة الاسلامية والعمل على جذب الكثير من الشباب وأقناعهم بفكرة الانضمام إلى صفوف داعش لنيل شرف الجهاد أو الشهادة مع مال موفور ومنصب قيادى. كثير من التنظيمات الجهادية تقتصر عناصرها على الرجال فقط ،الا أن تنظيم الدولة الاسلامية صاحب الدعوة إلى دولة الخلافة الداعشية المزعومة اتخذ نهجا مختلفا ورأى ضرورة السعى إلى جلب الإناث ، و تشترط أن يكون العمر مابين الثامنة عشر والرابعة والعشرين وتحصل كل مجاهدة على 160 دولارا كراتب شهرى. النساء فى داعش لا يشاركن فى القتال ولكن حددت لهن وظائف خاصة مثل إعداد الطعام ، أعمال التمريض والعلاج ،وتفتيش النساء والإشراف على إلتزام الأخريات بتعاليم المعسكر بالإضافة الى مهمة التجنيد الإلكترونى وجذب مراهقين أوروبا وأمريكا ويصل عدد المشاركين على تويتر 45 ألف شخص لنشر الأفكار والصور وكيف يجد الراغب فى الانضمام طريقه إلى الرقة أو ريف الموصل . عند متابعة أخبار داعش سوف نلاحظ أن الأمر لا يقتصر على فيديوهات سفك الدماء ونحر الرقاب والجلد وأخبار القتال فقط ولكن هناك اتجاه لنشر صور تسجل لحظات مرح ،، شاب وسيم مدجج بالسلاح وفى يده قارورة نوتيلا، سيدة صغيرة تستعرض مهارتها فى اعداد "تشيز كيك " مع الصديقات وبعض صور السيلفى مع الدبابات أو الغنائم التى يستولون عليها. يشارك فى التنظيم عدد كبير من شباب دول المغرب العربى ، وربما يفسر ذلك انضمام مراهقات من فرنسا حيث يسهل التواصل باللغة الفرنسية بينهم ، بعض هؤلاء دخل حديثا الى الاسلام لذا تجدهم مولعين بفكرة الجهادوالشهادة. بالنسبة لفتيات فى سن المراهقة يكون من السهل مخاطبة الجانب العاطفى وخلق حالة من الوهم عن فارس ينتظر فى مكان مختلف عن بيئتها ، رجل حقيقى مجاهد لديه هدف بطولى يتحدث عنه ، يستحق أن تترك فراشها الناعم الهادىء فى بيت والديها لتهاجر وتلحق به في عالم يتم تصويره كمجتمع مسلم مثالى "يوتوبيا المسلمين "الذى تحلم به ، تترك الفتاة بيت أهلها فى الخفاء مخلفة وراءها حسرة وحزنا عميقا ورسالة تقول أنها سوف تجتمع بهم مرة أخرى فى الجنة. على الجانب الآخر يرى التنظيم أنه يوفر لرجاله أو المجاهدين حياة طبيعية مستقرة ، بيتا وزوجة شابة جميلة يعود اليها من القتال ، مجتمع متكامل. فى مدينة الرقة قام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء الأولى تحمل اسم "الخنساء"والثانية باسم "أم الريحان"، مهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء وتوعيتهم على كيفية التقيد بها والأهم مبايعة الخليفة ابوبكر البغدادى. النفوذ والقوة والسيطرة على آبار البترول والقضاء على غرور الغرب شعارات الدعاية الى داعش. الانضمام إلى تنظيم الدولة الاسلامية عمل دعائى من الدرجة الاولى ، استغلال لطبيعة تفكير تخص عمر المراهقة حب المغامرة والتمرد ، أمر يشبه الموضة العالمية عندما تستشرى فى أوساط الشباب ويكون انتشارها امرا طبيعيا، المشكلة هى فكرة التراجع أو الفرار اذا اصطدم الخيال والحلم بواقع داعشى مختلف يتم التضييق فيه على الإناث ، وتتضح الصورة المؤسفة كونها تذكرة ذهاب بلا عودة.. من العدد المطبوع من العدد المطبوع