رثى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أولى جلسات مجلس الوزراء السعودي يترأسها بعد تسلمه مقاليد الحكم في بلاده، معربا عن ألمه والشعب السعودي والأمتين الإسلامية والعربية لوفاة الراحل الكبير، متوجها إلى الله عز وجل أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء، على مآثره وما وفق إليه، من توسعة الحرمين الشريفين وإعمار بيوت الله ونشر كتابه الكريم. وأشاد الملك سلمان خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر اليمامة بمدينة الرياض بعد ظهر أمس، بالملك عبد الله بن عبد العزيز، قائلا: "لقد فقدنا والعالم بأسره، قائدا فذا وزعيما نذر حياته لتحقيق الازدهار الشامل لبلاده، والرخاء الدائم لشعبه، وبناء صروح العلم والاقتصاد والمعرفة، وإحقاق الحق ونصرة وإعانة المظلوم، والإسهام الفاعل الشجاع في توطيد السلام والأمن والاستقرار في أنحاء العالم. وجدد خادم الحرمين الشريفين، التأكيد على أن السعودية لن تحيد عن السير في النهج الذي سنه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، وسار عليه من بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله، متمسكة بشرع الله الحنيف، والسنة النبوية المطهرة، مدركة مسؤولياتها الجسام، بوصفها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهد العروبة، وإحدى أبرز الدول المؤثرة على مختلف الصعد. وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن خادم الحرمين الشريفين، شدد على أن توجهات وسياسات بلاده، على الساحات العربية والإسلامية والدولية نهج متواصل مستمر. وقال الملك سلمان: "عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب، من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا الوفي النبيل ودعم القضايا العربية والإسلامية، والإسهام في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادي العالمي، وندعو المولى العلي القدير، أن يعيننا على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة كما يحب ويرضى". وأعرب، عن بالغ شكره وعميق تقديره، لقادة وزعماء ووفود الدول العربية والإسلامية والصديقة، على مشاعرهم الصادقة ووقوفهم إلى جانب المملكة، في هذا المصاب الجلل وخالص عزائهم ومواساتهم، الأمر الذي جسد بعضا مما تكنه قلوبهم، نحو السعودية وقيادتها وشعبها. وأضاف الوزير الطريفي، أن أعضاء مجلس الوزراء، توقفوا مليا عند الكلمتين الضافيتين، اللتين وجههما الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، يوم الجمعة الموافق 4-4-1436ه «يوم البيعة»، وما جاء في الكلمتين من مضامين بالغة الأهمية، وتقدموا بأحر وأصدق التعازي، لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وولي ولي العهد، والأسرة المالكة، والشعب السعودي، والأمة جمعاء، في فقيد الأمة العظيم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له. كما جدد خادم الحرمين الشريفين باسم المجلس الترحيب بالأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وليا لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وبالوزراء الجدد، متمنيا لهم التوفيق والسداد، ومعربا عن بالغ الشكر والتقدير للوزراء السابقين، على ما بذلوه من جهود مباركة. ووجه الملك سلمان، الوزراء بتكثيف الجهود ووضع مصلحة الوطن والمواطنين في مقدمة أولوياتهم ومواصلة العمل نحو تحقيق المزيد من تطلعاتهم بالوقوف على مختلف الاحتياجات والمتطلبات وسرعة ومرونة إنجازها. من جهة أخرى، أطلع خادم الحرمين الشريفين، المجلس على نتائج مباحثاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين "الصديقين" والاستمرار في تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة بما يدعم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، وكذلك استعراض عدد من الموضوعات الاقتصادية والإقليمية والدولية، وعلى لقائه، مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي بأن مجلس الوزراء، اطلع على جملة موضوعات مدرجة على جدول أعمال الجلسة، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهت إليه كل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء واللجنة العامة لمجلس الوزراء في شأنها، حيث قرر، وبعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام، الموافقة على تعديل بعض مواد نظام هيئة التحقيق والادعاء العام، بالصيغة المرافقة للقرار، فيما أعد مرسوم ملكي بذلك. يذكر قد نشر على الصفحة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على موقع "تويتر" أمس، تغريدة حول مجلس الوزراء قال فيها: "بالأمس أقسم أمامي رجال اخترتهم لنهضة الوطن، والمؤمل فيهم الخير، وقد اجتمعنا اليوم بمجلس الوزراء وأوصيتهم بالمواطنين وتحقيق ما نتطلعه لوطننا".