السؤال: هل يحتمل ذهاب العريس بسبب العين والحسد؟ منذ ما يقارب 8 شهور تقدم لخطبتي شاب محترم من عائلة محترمة ومتواضعة، ووضعه المادي مناسب. مع العلم المسبق أنه قد رآني صدفة في السيارة، وكنت لا أفكر في موضوع الزواج إلا عندما سمعت من الصفات الحسنة التي يحملها الشاب، وصليت صلاة الاستخارة، وعندما جاء إلى المنزل لكي أراه قلت كلمة ربما جرحته، وأنا لم أقصد الإهانة أو أن أجرح مشاعره، ففي اليوم التالي بعث صديقة إلى المنزل، وقال: إنه لا يوجد نصيب، وأنا من يومها إلى هذا اليوم وأنا أشعر بالحزن. فسؤالي: هل يمكن أن يذهب بسبب العين والحسد؛ لأنني رأيت نظرات الحسد في أعين البنات وأمهاتهن؟ مع العلم أن بنات الجيران أكبر مني وغير متزوجات. فهل الحسد موجود؟ وهل ذهب رزقي بسبب العين؟ وماذا أفعل لكي يعود؟ وهل أطلب من الله أن يرده إليّ؟ وهل أكثر من الاستغفار والدعاء؟ الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا علم لنا بسبب انصراف الخاطب عنك، ولا مانع من كون انصرافه بسبب الحسد أو العين، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْعَيْنُ حَقٌّ؛ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا » (رواه مسلم في صحيحه) لكن لا ينبغي المبالغة في الخوف من الحسد والعين، ولا الجزم بأن انصراف الخاطب بسببهما، ويكفيك الاحتياط بالمحافظة على الأذكار المسنونة والرقى المشروعة، مع التوكل على الله -عز وجل-، وراجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3273، 71554 ، 24972، 17661. واعلمي أنّ الحسد والعين لا يؤثران بنفسهما، ولا يضران إلا بإذن الله تعالى، وما قدّره الله لك من رزق فهو كائن لا يحول دون نفوذه شيء، فاطمئني وأحسني ظنّك بالله، ولا حرج عليك في الدعاء برجوع هذا الخاطب، لكن الأولى: الدعاء بأن يهيء الله لك الخير، ويرزقك زوجًا صالحًا، فإنّ الله يعلم ما فيه الخير للعبد، وأكثري من الاستغفار والدعاء؛ فإنهما من أسباب الفلاح والتوفيق. والله أعلم.