السؤال: أشكركم على إجاباتكم على أسئلتي، وخصوصا سؤال رقم: 2522610، وفي جوابكم على سؤال رقم: 2507672، ورقم: 2515841، أوضحتم لي في السؤال رقم: 2515841، وسوف أعلق باختصار شديد، وبالدليل على مسألة أنكم قلتم في سؤالي الأول في هذا الموضوع رقم: 2507672، لي (فما ذكرته أيها السائل من أمنيات في الجنة، يجوز لك تمنيها، وجائز تحققها في الجنة) لكن أود أن أعرف عندما تقولون ( ومع هذا، فينبغي التنبه إلى أن أماني أهل الجنة، ورغباتهم بعد دخولها تختلف اختلافا كبيرا عن أماني أهل الدنيا ورغباتهم، فإنهم لا يدخلونها إلا بعد أن ينقوا ويهذبوا، ويصيروا طيبين في طباعهم وأخلاقهم، وفي كل شيء، فهم منزهون عما تأباه الفطر السوية مما يقبح ويفحش) طيب أين ما ذكرته مما يقبح ويفحش وهو ليس من الفطرة السوية؟ هل قلت لكم والعياذ بالله (أن ألوط أو أنكح محرما أو إتيان دبر) كل الذي قلته هو إذا أدخلني الله الجنة إن شاء سبحانه وتعالى، هل أستطيع أن أتمنى ما قلت سابقا من مصاحبة شبيه لرفقاء عمري، وأن أرجع إلى الحي الذي تربيت فيه حتى لا تقولوا لي الدنيا ذهبت خلاص ما فيه دنيا فأقول أن يخلق الله لي شبيها بالحي والدنيا التي نحن فيها الآن ونكاح ما طاب لي من شبيه لنساء كنت أعرفهن في الدنيا، كما وضحتم لي والله على كل شيء قدير، نحن نتكلم عن ملك الملوك وعن أكرم الأكرمين، وعن من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وظني بالله العظيم الكريم أن يدخلني الجنة بمنه ورحمته وفضله؛ إذ لا وسط إما جنة وإما نار، فإن قلتم لي تبالغ، فأقول لكم: حديث يبكي وهو قدسي: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء، فهل أظن بالله أنه يدخلني النار والعياذ بالله أم الجنة؟ وقال تعالى: {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء} وحديث آخر: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)، الوجه الثاني في الرد عليكم أحبتي: قولكم إن المؤمن في الجنة لا يتمنى حراما، وهذا غير صحيح بدليل صحيح أن هناك فرقا عظيما بين الزنا والزواج بأكثر من حور العين، فضلا عن النساء اللاتي متن على الإسلام من زوجات الدنيا، لكن في حساب الحرام والحلال هذا حرام؛ لأنه لا يجوز الزواج بأكثر من أربعة، وهذا حكم شرعي، لكن في الجنة تغير الحكم، وصحيح أن هناك فرقا عظيما بين خمر الدنيا وخمر الجنة، لكن اسمه خمر وهو حلال في الآخرة، والخمر لم يحرم في الدنيا لمجرد سبب أنه يذهب العقل بل هو محرم لذاته، مثال إذا شربت كم شفة من الخمر لا يصيبني مكروه لكن هو محرم، ولاحظوا أني قد غيرت اعتقادي في رفقائي والدنيا والنساء، وقلت لكم شبيه لهم، أنتظر ردكم على ما ذكرت في التعليق على ردكم إن شاء الله، أثلجوا صدري في التعليق، وفي الختام أسأل الله العظيم أن يحشرنا وجميع المسلمين مع إمام المتقين وإمام المجاهدين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأن يحشرنا مع أصحابه الفاتحين الأبطال بفضل الله، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه رغم أنوف المرتدين الروافض. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ذكرنا لك في الفتوى رقم: 263695، ذلك التنبيه الذي اعترضت عليه؛ لأنك سألت عن تمني ما كنت عليه في حيّك في الجنة، وكنت قد ذكرت من حالك مع رفقائك في حيّك: الزنا وشرب الخمر، ولا شك أن هذا مما يقبح ويفحش، فليس في الجنة زنا ولا شرب خمر كخمر الدنيا، فتلك الشهوات المحرمة لا يتمناها أهل الجنة لأن نفوسهم وطباعهم قد نقيت وهذبت، فأما الزواج بأكثر من أربعة زوجات في الجنة فلم نذكره حتى تعترض به علينا. وينبغي أن تستحضر أننا نجيب عن سؤالك بناء على ما كتبته لا على ما قصدته ولم تبينه لنا، فلما ذكرت وصف حيّك وما فيه من المنكرات، ثم تمنيت أن يكون لك في الجنة مثل حيّك الذي وصفت، كان ظاهر كلامك أنك تتمني أن يكون لك الحيّ بما فيه من المنكرات. وننصح السائل بعدم الخوض في مثل هذه التفاصيل التي ليس فيها كبير طائل، ولا ينبني عليها عمل، ونذكره بما ختمنا به الفتوى السابقة: (وحسب المؤمن أن يكون همه دخول الجنة، فإذا دخلها وجد من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). وأما قولك: (والخمر لم يحرم في الدنيا لمجرد سبب أنه يذهب العقل) فغير صحيح، بل إن علة تحريم الخمر هي الإسكار، لما رواه مسلم في صحيحه عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 174883. والله أعلم.