تباينت ردود فعل الشارع السكندري حول النتائج الأولية عن نسب التصويت بالمحافظة، والخاصة بالانتخابات الرئاسية التي انتهت عمليات التصويت بها على مدار يومين وبدأت فيها عمليات فرز وجمع النتائج منذ مساء أمس. وبدت التساؤلات واضحة حول الكتل التصويتية التي حصل عليها المرشح الرئاسي أحمد شفيق، لتبلغ 212 ألفا و197 صوتا لتؤهله ليحتل المرتبة الرابعة بين المتنافسين، على الرغم من عدم قيامه سوى بلقاء جماهيري محدود خلال فترة الدعاية الانتخابية بأحدى قاعات المناسبات. وتطرقت تساؤلات المواطنين حول قيام أعضاء الحزب الوطني المنحل بتأييد "شفيق" من عدمه، رغم انتشار العديد من القوى السياسية والنشطاء ممن نظموا الوقفات الاحتجاجية لمناهضة خوض رموز النظام السابق للانتخابات الرئاسية على حد وصفهم. وزادت تساؤلات المواطنين على المقاهي وفي التجمعات بالمواصلات والمركبات العامة حول مدى التزام الكتلة التصويتية لأعضاء الدعوة السلفية تجاه مناصرة المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح؛ خاصة في ظل تراجع نسبة التصويت بالمحافظة له إلى 387 ألفا و747 صوتا فقط ليحتل بها المرتبة الثانية. في المقابل تعجب الكثير من وصول المرشح الرئاسي "حمدين صباحي" إلى أعلى كتلة تصويتية بالإسكندرية، وطرح المواطنون تساؤلات حول اعتبار الإسكندرية مهد الدعوة السلفية؛ حيث يستقر كبار مشايخها وأعضاء مجلس إدارتها، فضلا عن انتشار شيوخ الدعوة السلفية في الكثير من مساجد الإسكندرية. وكانت الدعوة السلفية قد التقت بالمرشحين الإسلاميين علي مدى 40 ساعة للاستماع إلى برامجهم الانتخابية ورؤيتهم تجاه العديد من المواقف السياسية والاجتماعية وصولا إلى اجتماع مجلس شورى الدعوة السلفية واتخاذ تصويت أعلن في ختامه تأييد "أبو الفتوح". أما مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي فقد أثار الحديث عنه اهتمام المواطنين لحصوله على 269 ألفا و455 صوتا في معقل العمل العام للجماعة بالإسكندرية. وتطرقت الأحاديث إلى ترديد بعض الشائعات المنتشرة منذ الأمس حول تأييد جانب من أعضاء الدعوة السلفية له -بخلاف قرار مجلس شورى الدعوة- فضلا عن وضعه بين المرشحين على مستوى الجمهورية واقترابه من الإعادة. وحصل "عمرو موسي" على 291 ألفا و950 صوتا على الرغم من قيامه بتنظيم عدد من اللقاءات والجولات الأكثر انتشارا بالمحافظة عن منافسيه إلا أنه لم يحصل على التأييد الكافي. ولم يتطرق كثير من المواطنين إلى مناقشة أو تبرير مناصرة ناخبين لموسى، والإدلاء بأصواتهم؛ حيث طرح البعض بعض السمات المقبولة له كمرشح في مقابل احتسابه من طرف آخر على النظام السابق. وكانت عملية التصويت بالإسكندرية في الانتخابات الرئاسية أقبل عليها ما يناهز المليوني ناخب من أصل إجمالي من يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات؛ نحو ثلاثة ملايين و291 ألفا و734 ناخبا، أدلوا بأصواتهم في 837 مقرا انتخابيا على مدار يومين، وأشرف على اللجان الانتخابية 750 قاضيا، وتمت عمليات الفرز باللجان الفرعية -وعددها ثلاثة آلاف و349 لجنة- ثم تمت عملية تجميع الأصوات باللجان العامة. وشارك في متابعة الانتخابات الرئاسية بالمحافظة عدد من المتابعين المحليين ممن سمحت لهم لجنة الانتخابات الرئاسية، فضلا عن المراقبين الدوليين ومنهم فريقين تابعين لمنظمة كارتر للسلام عملا بالإسكندرية خلال الجولة الأولي من المنافسات الرئاسية.