ربما ليس هناك غرابة في أن يقطع رياضي مسافة 20 كم سباحة، لكن اذا كان هذا الرياضي هو الفرنسي فيليب كروازون المبتور الأطراف، فإن ذلك يعتبر حدثا مثيرا للاهتمام. قطع كروازون البالغ من العمر 44 عاماً هذه المسافة التي تفصل بين قارتي أوقيانوسيا وآسيا، لينهي بذلك أولى مراحل جولة عالمية يزمع السباح الفرنسي القيام بها، ترمي الى الانطلاق من قارة الى أخرى في إشارة رمزية الى الوصل بين كافة أرجاء العالم. استغرق قطع ال 20 كم متراً من كروازون قرابة 8 ساعات، انتهت باستقباله في بلدة باسار سكوو الإندونيسية، حيث ارتدى سكان المنطقة الملابس التقليدية تعبيراً عن الترحيب به. أشار فيليب كروازون الى ان حصوله وفريقه على سماح من السلطات الإندونيسية في وقت متأخر أثر على استكشاف المنطقة مسبقاً، مما شكل عائقاً إضافياً أدى الى بطء العبور. كان السباح الفرنسي قد عبر قناة المانش بين فرنسا وبريطانيا في عام 2010 بالإضافة الى مسافات أخرى تصل بين القارات بمساعدة أطراف صناعية مجهزة بزعانف، دون الإكتراث الى التيارات القوية والمخاطر التي تهدده كالقناديل السامة، أو للسفن التي قد تمر بالقرب منه وتشكل خطراً على حياته، علاوة على أسماك القرش التي قد يفتك بعضها بالإنسان خلال 20 دقيقة. وعن عبوره قناة المانش قال فيليب كروازون الذي تعرض لصعقة كهربائية في عام 1994 أدت إلى بتر أطرافه، إن عبوره كان بمثابة "رسالة أمل لكل رفاقي بالمأساة"، مشدداً على انه يهدي نجاحه لكل من يشاركه إعاقته بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني والاجتماعي.