شكك الكاتب الصهيوني "سافي رخلفسكي"، بصحيفة "هآرتس" في قومية حدود "سايكس بيكو"، واعتبرها السبب الرئيسي وراء ظهور داعش واستوحاشه، ولكن للكاتب تعريف للقومية شبيه بتعريف اسرائيل للقومية اليهودية، حيث دعا الى تقسيم العراق على اساس "قومي سني"، و"قومي شيعي"، وقومي كردي"، وقال رخلفسكي أن "عدم وجود حدود قومية طبيعية يقف وراء نشوء العنصرية، والمسيحانية، والتدين، والقومية، فحدود الدول خطها الاستعمار، متناسي ان اسرائيل ذاتها استعمارية، من دون منطق قومي، فرسخت لنظم سياسية تعسفية، فيميل كل شعب لإخراج طاقة العنف الكامنة داخله، وهذه الطاقة التي يبدو أنها ناجعة في الصراع القومي داخل الدول تلتهم القومية البراغماتية، خاصة الديمقراطية كحمض سام، ومن هنا نشأت قوى داعش داخل حدود متعددة القوميات كالعراق وسوريا. وهذا ايضا أساس نشوء التطرف في افغانستانوايران وتركيا حيث تضطهد الأكثرية قومية صغيرة او قوميات اخرى، وهذا ايضا سر الثورة الدينية – المسيحانية – العنصرية – القومية في اسرائيل – فلسطين، فمنذ اللحظة التي فقدت فيها اسرائيل حدودها وذوبت نفسها لتصبح كيانا فوق الحدود، برز فيه شعبان يتصارعان على السبق. ولذلك لا يجوز تقديس حدود العراق الاستعمارية المصنوعة، ليحصل الشعب الاكبر والأقدم والأكثر ديمقراطية والمحروم من دولة للآن، الاكراد، الذي على العالم ان يؤيده بكل الطرق لينشئ دولته المستقلة، فيجب أن يكون العراق هو بداية حل عقدة الحدود المهددة، بالغاء الحدود الاستعمارية التي أُرسيت فيه، لاقامة ثلاث دول ذات هوية واضحة، شيعية وكردية وسنية، هذه هي الطريقة الناجعة الوحيدة لوقف الصراع الماسيحاني العنصري الديني الداعشي. تأتي رؤية رخلفسكي لتؤكد ما كرره العديدون من المحللين السياسيين من أن داعش وتيار الاسلام السياسي له دور وظيفي في تفتيت المنطقة عملا لخدمة مصالح كل من اسرائيل والولايات المتحدة. ويقول رخلفسكي في مغالطة تاريخية حول الحرب العالمية الاولى ودوافعها، ومغالطة تاريخية حول طبع الشعوب العربية في المنطقة بما يخدم اهدافه انه "بعد مئة سنة من الثمن الذي دفعته اوروبا، أكثر من 100 مليون من شعوبها للدفاع عن عالم بلا حدود، فقد حان الوقت لانقاذ الشرق الاوسط من كارثة مشابهة، باعادة رسم حدود قومية اقليمية تُمكّن من العيش". وقال الكاتب انه "في بناء كردستان لذة خاصة" واصفا اياهم بانهم اكثر الشعوب لينا وخلقا واكثرهم تعاطفا مع اليهود، ما يضع الاخلاق على المحك في حال عدم مساعدتهم، ولكن الكاتب لم يوضح موقفه من الاكراد في كل من ايران وسريا وتركيا، مذكرا العالم بموقفه من رغبة شعب اليهود وشعب التبت من حقهم في تقرير مصيرهم وهو الامر الذي وصمة اخلاقية في جبين العالم .