ان المشرق العربي الذي رزح تحت التبعية المقيتة للقوى العظمى،ابتداء من الإمبراطورية العثمانية منذ القرن 18 إلى حدود 1914 ، تحت إدارة عثمانية جائرة وعاجزة، و في نفس الوقت خلقت واقعا تميز بالتخلف لدى الولايات العربية مقارنة بأوروبا،فنسبة الأمية بلغت الى حدود 90 % . فماذا انجر عن ذلك؟ لقد خضع المشرق العربي للتدخل السافر للدول الأوروبية و في مقدمتها بريطانيا و فرنسا في مرحلة أولى، و في مرحلة ثانية وقع تقسيم الولايات العربية وفقا للمخططات الاستعمارية والمتمثلة في المعاهدات و الاتفاقيات أهمها اتفاقية سايسبيكو ووعد بلفور الذي نص على بعث وطن قومي لليهود بفلسطين. ومنذ ذلك التاريخ اغتصب الاحتلال الإسرائيلي ارض فلسطين. فما أسوا أن تنتزع ارض شعب و تغتال قضيته،تحت مسميات عديدة ، و ما أسوا أن ترى فلسطين تترك فريسة تصطاد على مسمع و مرأى من العالم . فوا أسفاه على فلسطين عندما تضيع قضيتها ظلما تحت أنظار ما يسمى ب" العالم الحر" الذي طالما تشدق أكذوبة كبرى و هي الديمقراطية و حقوق الإنسان،ووا أسفاه على فلسطين عندما تنقسم بين فصلين،فيشتت جهدها و تضيع قضيتها، وتؤمن العدو من حيث تعلم او لا تعلم، ووا أسفاه على فلسطين عندما لا تجد سندا ولا مغيثا،فما اظلم ان ترى اطفالا ابرياء يصرعون بقنابل الموت فيفقدون حق الحياة وما اظلم أن ترى الشيوخ والنساء والأطفال يستهدفون بافتك الأسلحة وأبشعها فيصبحون أشلاء متناثرة تحت الأنقاض. ما احزن ان يستضعف العرب و ما احزن ان تراهم منكسرين،لا إرادة فاعلة لديهم تستطيع ان تؤرق العدو وتضعه أمام مسؤولياته وما أبشع ان يسوق لشعب فلسطين على انه شعب إرهاب وليس شعب قضية. انه من البؤس ان يصادر الحق بظلم الجلادين و يستباح القتل البشع تحت شعار "الدفاع عن النفس" وبتغطية ممّ يسمّى ب "النفاق السياسي" وكذلك من المجحف ان يغتال القرار الحق في أروقة مجلس الأمن و يستبدل بقرارات اقل ما يقال فيها انها قرارات ظالمة و جائرة . قرارات يصير فيها الجلاد ضحية والضحية جلادا. هذا ما فعل الرجل المريض بالولايات العربية و من بينها فلسطين التي وقعت تحت الوصاية الدولية ثم سلمتها بريطانيا على طبق من ذهب لليهود. يقول الشاعر : هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على احد