انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة فى المنيا.. والأهالى يصرخون بسبب بالأمراض "مياه الشرب": جودة المياه فى المنيا من أفضل المحافظات فى الجمهورية المنوفية الأولى فى الإصابة ب"الفشل الكلوى".. وأزمة نقص المياه وتلوثها مستمرة أهالى قنا: نحتاج أكثر من 200 جنيه شهريًا لشراء المياه تصاعدت أزمة مياه الشرب بالمحافظات ما بين انقطاعها وتلوثها، حيث أن العديد من القرى النائية لا تملك كوبامن المياه صالح للاستخدام الآدمى، وسط الكثير من وعود المسئولين، ولكن دون جدوى، الأمر الذى أدى جشع النفوس الضعيفة واستغلالها للأزمات ببيع المياه للمواطنين. المنيا يعانى أهالى ومواطنو محافظة المنيا، وتعددت شكواهم من الانقطاع المستمر لمياه الشرب لساعات طويلة، خاصة بالقرى والنجوع، وضعفها وعدم وصولها إلى الأدوار العليا بالأحياء الشعبية بشكل لايطاق، فى الوقت الذى يتم فيه إهدار مياه الشرب برشها فى الشوارع وسط صمت وتخاذل مخجل من المسئولين. واشتكى أهالى قرى زهرة والبرجاية وصفط اللبن ودماريس وعزب المجيدى والإصلاح ودمشاو هاشم، من الانقطاع المتكرر لمياه الشرب وضعفها طوال ساعات النهار، وخاصة فى الفترة مابين صلاة العصر والعشاء، مشيرين إلى أن شهر رمضان على الأبواب، ولابد من وضع حلول لهذه الأزمة. وأكد جمال زكى من قرية زهرة أن سبب الانقطاع وضعف المياه، استخدام مياه الشرب فى رش الشوارع وغسيل السيارات فى الشوارع بشكل لايطاق مطالبا بتوقيع عقوبة قاسية على كل من يقوم باستخدام مياه الشرب فى رش الشوارع، موضحا أن المياه ثروة قومية تهدر على مرأى ومسمع من المسئولين دون تحرك. وأضاف عمار، النادى أن الانقطاع المتكرر لمياه الشرب بقريته سببه ضعف التيار الكهربائى، وانقطاعه لمدد طويلة، ومن ثم تتوقف محطات رفع وضخ المياه التى تعتمد على الكهرباء، مطالبًا بتوفير مولدات كهربائية لجميع المحطات. وأضاف إسماعيل عبد الله، أحد سكان مدينة المنيا، أن وصول المياه إلى الأدوار العليا شىء مستحيل، بسبب تهالك المواسير مما يدفع المسئولين إلى ضخ المياه بكمية محددوة حتى لا يحدث انفجار للمواسير، مطالبا المسئولين بتغيير الشبكات والمواسير المتهالكة. ومن جانبه صرح الدكتور إبراهيم خالد، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا، ل"المشهد" بأن سبب ضعف المياه وعدم وصولها للأدوار العليا يرجع إلى أن المواسير كانت مخصصة لعدد معين من المنازل والسكان، لكن الأعداد تضاعفت الآن. وعن انقطاعها، أشار إلى أن انقطاع الكهرباء ليس سببا رئيسيا، وذلك لوجود مولدات احتياطية، موضحا أن هناك خطوطا متهالكة منشأة منذ 60 عاما بأقطار وإحجام صغيرة، وتشهد عمليات انفجار مما يجعلنا نقوم بتغييرها ولكن طبقا للموازنة المتاحة. وأشار خالد إلى أنه تم تخصيص 15 مليون جنيه لعمليات التجديد والتحليل، وتم صرفها على أساس الحالة الملحة أولا ويليها الأقل منها، كما أوضح أنه لأول مرة يتم هذا العام تخصيص 14 مليون جنيه كميزانية صيانة لشراء قطع غيار للمحطات. وأضاف أن مستوى جودة المياه فى المنيا من أفضل المحافظات على مستوى الجمهورية، ولكن كمية المياه فى المنيا قليلة، ويعتبر نصيب الفرد فى المياه فى المحافظة أقل حيث يبلغ نصيبه 130 لترا من المياه، مؤكدا أن الوضع سوف يتحسن فى الفترة المقبلة، بسبب دخول محطات جديدة للخدمة كمحطات بنى مزار، وملوى، والمنيا. المنوفية تعانى محافظة المنوفية من أزمات متكررة فى مياه الشرب، ما بين انقطاعها وبين تلوثها، ولا يخفى أن تكون المحافظة فى المرتبة الأولى فى الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبد على مستوى محافظات مصر، نتيجة للمشاكل العديدة إلى تواجه سكانها فى المياه. وأصدر معهد الكبد بمدينة شبين الكوم تقريرًا يوضح أنه يوجد من بين كل خمسة مواطنين بالمحافظة مواطن مصاب بفيرس "سى"، الأمر الذى استدعى بالأهالى مطالباتهم للحكومات بتحسين الخدمات، وتأمين سلامتهم من مياه الشرب، خاصة وأن حادثة صنصفط بمركز منوف، والتى تسمم خلالها أكثر من 1000 مواطن نتيجه للمياه الملوثة لم تنس بعد. انقطعت المياه تمامًا لمدة يومين كاملين فى عدد من قرى مراكز قويسنا وأشمون وشبين الكوم ومنوف والشهداء، أوئل شهر يونيو الجارى، والتى تسببت فى حالة من الغضب بين الأهالى، وتطورت إلى وقفات أمام ديوان عام محافظة المنوفية، وتهديدات بقطع الطرق، ليعلنوا أن الاقتراب من المياه بالنسبة لهم خط أحمر. وشهدت مدينة قويسنا وقرية الرمالى الثلاثاء الماضى انقطاعًا للمياه، استمر لنحو 4 أيام على التوالى، مما دعا الأهالى للجوء إلى شراء "جراكن المياه"، واستخدام الطلمبات للحصول على المياه، وتقرر الحدث بقرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، فيما تظاهر العشرات من أهالى قرية كفر فيشا التابعة لمركز منوف، أمام مكتب المحافظ بسبب استمرار انقطاع المياه عن القرية. وقال أهالى كفر فيشا إن القرية لا توجد بها مياه للشرب ويقومون بشرائها، والسبب أن محطة المياه التى من المفترض أن توصل المياه إلى القرية ضعيفة ولا تسمح للمياه بالوصول، لافتين إلى أنهم يعانون من تلك الأزمة منذ أكثر من عام. وأكد الدكتور كمال دهب، أستاذ الجيولوجيا وعلوم المياه بكلية العلوم جامعة المنوفية، وخبير المياه المعروف، ل"المشهد" أن المياه المستخدمة بقرية ال 500 شهيد، لا تصلح للإستخدام الآدمى، واستعرض عينات توضح ما تم التوصل إليه من نتائج. وتسببت مشاكل مياه الشرب إلى تقدم شباب ائتلاف 30 يونيو، و"شباب ضد الفساد" بمركز أشمون إلى تقديم بلاغ للنائب العام فى المحضر رقم 3180 إدارى لسنة لسنة 2014، ضد مسئولى مياه الشرب بالمدينة، لعدم وجود محابس لتصريف مياه الغسيل بالمحطات، مما يؤدى لإصابة الأهالى بأمراض وأوبئة جراء تلوث المياه. وفى نفس السياق، لجأ أهالى عدد من القرى بالمحافظة إلى إنشاء محطات لتنقية المياه لفلترتها وتقليل نسب الإصابة من أضرارها، ودعموها بخزانات للتغلب على انقطاع المياه، فى محاولة منهم للتغلب على قصور الدولة فى الإيفاء بأدنى متطلبات مواطنيها. وصرح اللواء أسامة فرج، سكرتير عام محافظة المنوفية، ل"المشهد" بأنه تم دعم المحافظة ب 700 ألف جنيه، لمد خطوط مياه شرب جديدة للمناطق المحرومة، وذلك وفقا لتوجيهات وزير التنمية المحلية والإدارية اللواء عادل لبيب. وأكد أنه تم تغير 12 خطا متهالكا فى مدينة شبين الكوم بحى غرب، مؤكدًا أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى جهزت المدينة، لتستوعب التوسعات العمرانية خلاف ال 20 إلى 30 سنة المقبلة. وأشار فرج إلى أن استمرار انقطاع المياه ترجع إلى مشاكل عابرة، أو طوارئ نتيجة لانسداد أحد الخطوط، أو إجراء عمليات الغسيل للمحطات، للتأكد من سلامتها وحافظًا على صحة المواطنين. قنا تجتاح حالة من الغضب مواطنى شمال قنا لاستمرار انقطاع المياه الشرب فى أكثر من 90 % من قرى المحافظة، حتى إن وجدت المياه فهى غير صالحة للاستخدام الآدمى. وأكد هشام الهوارى، من أبناء مدينة أبو تشت بقنا، أنهم يعيشون فى مأساة، حيث تشمل 14 قرية مجمعة فى حيز؛ قائلا: "لايشعر بالعذاب الذى نعيشه إلا من يعيش بيننا ويشعر بالعطش، ويضطر أن يشترى مياه صالحه للشرب من القرى التى بها مياه، بواقع 5 جنيهات يوميا". وأضاف أن المياه التى تنتجها شركه مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، نعتمد عليها فى شراب المواشى، ورى الأشجار فقط. وأشار الأهالى إلى أن أصحاب سيارات النقل يقومون بملئ خزانات بالمياه، ويأتون للقرى المحرومة من المياه الصالحة للشرب لبيعها، حيث إن سعر الجركن يصل ل 1 جنيه، قائلين إننا نحتاج لأكثر من 200 جنيه شهريًا لشرائها فى ظل دراجات الحرارة المرتفعة. وأردف ياسر محمود، أحد سائقى هذه السيارات بأبو تشت أنه يقوم بملء سيارته 5 مرات يوميا، أى أن حصيلة بيعه للمياه يصل ل 2250 جنيهًا، أى 67 ألف جنيه شهريا، فى حين أنه لايتكلف سوى ثمن السولار الذى تستهلكه سياراته. وصرح اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، ل"المشهد" بأن هناك عدة مشاريع سيتم افتتاحها خلال أسابيع قليلة منها مشروع مياه "النجمة"، بتكلفة 29 مليون جنيه سيغذى مركزى أبو تشت وفرشوط بشمال قنا. وقال المحافظ إن جنوبقنا أيضا سيشهد افتتاح محطة مياه قوص المطورة، ومحطة مياه بمدينة نقادة بتكلفة 14 مليون جنيه، مؤكدًا أنه لن يتهاون مع فاسد أو مقصر مهما كان اسمه أو دوره فى المحافظة. فيما أصدر قرارًا بإقالة رئيس شركة مياه قنا المهندس أشرف عبد العزيز، بعد تفاقم أزمة مياه الشرب فى قنا فى الفترة الأخيرة. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل