قال مسؤولون أتراك إن تركيا ترفض قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق وتريد حكومة وحدة في بغداد لمواجهة التهديد الذي يمثله متشددون سنة سيطروا على مساحات كبيرة من الأراضي في الأسابيع القليلة الماضية. واستفاد أكراد العراق من الاضطرابات التي اجتاحت البلاد في الآونة الأخيرة فاحتلوا الأراضي التي انسحبت منها القوات الحكومية بعد تقدم مقاتلين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطروا على الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية هذا الشهر. وترتبط تركيا بعلاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في العراق لكن مسؤولا تركيا قال ردا على سؤال من رويترز يوم الاثنين إن بلاده لن تؤيد خطوات للسعي من أجل الاستقلال عن بغداد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "موقف تركيا هو تأييد سلامة أراضي العراق ووحدته السياسية وهذا كل شيء." وأضاف "لا نؤيد أي استقلال يقوض هذه الوحدة. لا يمكن مناقشة أي شيء من هذا القبيل" مشيرا الى أن أنقرة تؤيد الدعوات الى تشكيل حكومة توافق او وحدة تمثل مصالح كل العراقيين. وتزايدت التكهنات على مدى الأسابيع القليلة الماضية بأن علاقات أنقرة السيئة مع حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة يمكن أن تؤدي لقبول تركيا او تأييدها لانفصال كردستان عن بغداد. وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حسين جيليك قد أدلى بتصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز يوم السبت فسرت على أنها إشارة الى أن أنقرة ستقبل بدولة كردية مستقلة اذا تفكك العراق. ونقل عن جيليك قوله "اذا تم تقسيم العراق وهذا أمر حتمي... للأسف الوضع في العراق ليس جيدا ويبدو أنه سيقسم." لكن مسؤولا تركيا آخر بمكتب رئيس الوزراء الاسبوع الماضي بدد الفكرة على ما يبدو وقال لرويترز إن "وحدة العراق مهمة لتركيا." وفيما مضى أبدت تركيا فتورا تجاه الجهود من أجل مزيد من الحكم الذاتي لكردستان العراق خوفا من إثارة المشاعر الانفصالية بين أكراد تركيا الذين خاضوا صراعا ضد الحكومة على مدى عشرات السنين قتل خلاله ما يقدر بنحو 40 الف شخص. وأدت محادثات السلام الى وقف إطلاق النار في هذا الصراع العام الماضي. وفي العام الحالي أتاحت تركيا لأكراد العراق ضخ النفط عن طريق خط أنابيب الى ميناء تركي لتصديره للمرة الأولى وسط اعتراضات بغداد. واشترت اسرائيل أول شحنات النفط الكردي في الأسابيع القليلة الماضية. وعبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد عن تأييده لقيام دولة كردية وهو موقف يتعارض مع رغبة الولاياتالمتحدة الحفاظ على وحدة العراق. واستغل الأكراد الاضطرابات الأخيرة في العراق لتوسعة منطقتهم شبه المستقلة في شمال البلاد لتشمل كركوك التي يعتبرونها عاصمتهم وتحتوي على احتياطيات هائلة من النفط. ويقول مسؤولون أكراد إن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية أدى الى تغيير في العراق بما يتطلب إعادة التفاوض على الاتفاق المعمول به منذ سقوط صدام حسين عام 2003 وينص على أن يحصلوا على الحكم الذاتي على أن يظل الإقليم داخل العراق مقابل نسبة ثابتة من مجمل عائدات النفط.