تميزت بالوجه الملائكي الذى يحفظ فى الأذهان ولم ينسى، يجمع بين ملامح البراءة والجمال ، بخفة دم مصرية، إطلالتها دائمًا مميزة وذات طابع فريد. فايزة كمال، واحدة من الفنانات اللاتي لم تأخذ حقها مثل غيرها من النجمات في الوسط الفني، برغم من رصيدها الكبير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية التي قدمها خلال مشوارها الفني. ولدت فايزة كمال في 3 سبتمبر عام 1963 ، في دولة الكويت، وكانت بدايتها الفنية عندما طلبت من والدها وأمها الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت ووافقا، وكان عمرها في ذلك الوقت 16 عاما وتتلمذت هناك على أيدي أساتذة المعهد منهم “سعد أردش وسناء شافع وأحمد عبدالحليم ود.حمدي الجابري وفتحي الحكيم ” بدأ مشوارها الفني مع التليفزيون من خلال مسلسلات مصرية كانت تصور هناك وكان المخرجون يحجزون لها أدوارها قبل توجههم للكويت وكان منهم ابراهيم الشقنقيري وابراهيم الصحن وكان اول عمل قوي تتذكره مسلسل العدل والتفاحة بطولة مديحة كامل وعبدالله غيث وهو مسلسل تاريخي وكانت في سنة أولى بالمعهد والطريف أنها لم تمثل باللهجة الكويتية طوال فترة اقامتها بالكويت وكان اول عمل تمثله بالكويتية هو جرح الزمن عام 1999 أي بعد أكثر من 15 سنة على مغادرتها للكويت التي قضيت فيها 20 عاما من عمرها وبعد زواجها من المخرج المسرحي مراد منير وبدأ مشوار فايزة كمال بعد ذلك بقوة عام 1979 في مسلسل ” محمد رسول الله إلى العالم ” ، وبعد ذلك تقدم سلسلة كبيرة من الأعمال الفنية في السينما والدراما والمسرح ، لترحل فايزة كمال بعد أن اختتمت مشوارها الفني بمسلسلي ” أم الصابرين ” ، و ” الإمام الغزالي ” عام 2012 م
ذاع صيت الراحلة مع فيلم "الطائرة المفقودة" الذي قدمته عام 1984 مع الفنان محمود يس، لتتوالى أعمالها بعد ذلك وتقدم سلسلة من الأفلام السينمائية التي لفتت فيها الأنظار ومنها جدعان الحلمية، آباء وأبناء، الحب في غرفة الإنعاش، أحلام مشروعة، الطقم المدهب.
ويأتي المسلسل ذائع الصيت "المال والبنون" ليمثل نقلة فنية جديدة في حياتها، حيث تجسيدها لدور "فريال فراويلة"، ذلك الدور الذي عرفها كثيراً بجمهورها، وجعلها معلقة في أذهانهم سواء بأدائها أو بملامحها الهادئة والرقيقة.
وتتميز الراحلة على مدار مشوارها الفني، بأداء مختلف مكنها من تقمص الشخصيات الصعبة والمركبة، منها التاريخية وأخرى التي مزجت فيها بين الطيبة والشريرة، مما أهلها أيضاً للوقوف سنوات على خشبة المسرح لتقدم مجموعة من الأعمال المميزة.
ولعل أشهر أعمال الراحلة التي قدمتها مسلسل "أولاد الأكابر" الذي قدمته مع الفنان حسين فهمي، ومحمد رياض، و"نافذة على العالم"، "كلام رجالة"، "ملكة في المنفي"، "أحلام في البوابة"، "حبيبي الذي لا أعرفه"، إضافة إلى أعمالها الدينية والتاريخية ومنها الإمام الغزالي، نسر الشرق، أبو حنيفة النعمان، الإمام الشافعي.
ولا يمكن لأحد أن ينسي دور فايزة كمال ضمن المسلسل الشهير "رأفت الهجان" بجزأيه الأول والثاني، حيث تجسيدها لدور "يهوديت موردخاي" كما قدمت العديد من المسرحيات منها لولي، الملك هو الملك، سي علي، الدخان، الرحمة المهداة.
عانت الراحلة في سنوات عمرها الأخيرة من مرض سرطان الكبد الذي داهمها، وأبعدها قليلاً عن الوسط الفني، برغم حرصها على الوجود في انتخابات نقابة المهن التمثيلية وعملها كعضو فعال بها، إضافة إلى تقديمها أعمال قليلة من وقت إلى آخر.