نشر نشطاء من المعارضة السورية تسجيل فيديو قالوا إنه يظهر انتشار غاز الكلور في شوارع إحدى القرى وهي أول لقطات من نوعها لما يصفونها بأنها حملة لإستخدام الأسلحة الكيماوية يقوم بها الرئيس بشار الأسد. وكانت قرية كفر زيتا التي تقع في محافظة حماة على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من دمشق مركز ما يقول نشطاء ومسعفون أنها حملة مستمرة منذ شهرين أسقطت خلالها أسطوانات غاز الكلور من طائرات هليكوبتر. وتنفي دمشق أن قوات الأسد تستخدم الكلور أو غازات أخرى أكثر سمية وتلقي باللوم في كل الهجمات الكيماوية على مسلحي المعارضة الذين تقاتلهم في الحرب الأهلية التي بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وجاء في النص المرافق لتسجيل الفيديو الذي نشره يوم الخميس مستخدم يدعى مصطفى جمعة أنه التقط يوم الخميس في كفر زيتا بواسطة الهيئة العامة للثورة وهي جماعة معارضة. وأظهر التسجيل غازا لونه أخضر يضرب إلى الصفرة في شارع. ويركض رجل بعيدا عن سحابة الغاز مع إمرأة تضع قطعة قماش على فمها. ويظهر رجل آخر يرتدي سروالا مموها ويضع قناعا واقيا من الغاز ينادي على سيارة لمساعدة المرأة. ويقول خارج الصورة "قصف بغاز الكلور. دخان أصفر". ولم تتمكن رويترز من التحقق على الفور من صحة اللقطات. ولم يظهر الفيديو موقع سقوط أسطوانات الغاز أو يشر إلى المكان الذي سجل فيه. وقال مصور يعمل لحساب رويترز بالقطعة إنه وصل إلى مكان الهجوم بعد ساعة من قيام طائرة هليكوبتر بإسقاط القنبلة. وقال "رائحة الكلور كانت واضحة جدا. كانت تشبه رائحة الخل أو المادة المبيضة للغسيل. بدأت أسعل وأعاني من ضيق في التنفس. شعرت بحرقة في عيني." وأظهرت إحدى صور المرأة التي كانت تركض بعيدا عن الغاز في الفيديو. كانت تتلقى العلاج بالأكسجين في مستشفى ميداني. وقال "كان هناك 70 جريحا. الذين كانوا في مكان سقوط القنبلة أغشي عليهم." وقال ناشطون إن كفر زيتا تعرضت لهجومين يوم الخميس هي وقرية التمانعة في محافظة إدلب. وتم الإبلاغ عن أكثر من 10 هجمات بغاز الكلور في سوريا منذ 11 أبريل نيسان. جاء الهجوم المزعوم في نفس اليوم الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمات محتملة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واتفق الأسد مع الولاياتالمتحدةوروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص في هجمات بغاز السارين على مشارف العاصمة في أغسطس آب الماضي. وغاز الكلور أقل فتكا آلاف المرات من غاز السارين لكن استخدامه كسلاح غير مشروع بموجب معاهدة عالمية لحظر الأسلحة الكيماوية وقعت سوريا عليها. كما أن استخدامه ينتهك أيضا شروط اتفاق مع واشنطن وموسكو. ولم تعلن سوريا غاز الكلور بإعتباره جزءا من مخزونها مما يزيد عملية تجريد الأسد من الأسلحة الكيماوية تعقيدا. وقالت مصادر لرويترز الشهر الماضي إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تبحث بدء مهمة تقصي حقائق في التقارير الخاصة بهجمات غاز الكلور.