بدأت القوى الست وإيران مرحلة حاسمة من المساعي الدبلوماسية بشأن أنشطة إيران يوم الأربعاء لبدء صياغة اتفاق دائم يحد من أنشطة إيران النووية المثيرة للجدل مقابل إلغاء تدريجي للعقوبات التي أضرت بالاقتصاد الإيراني. ويسعى الجانبان الآن لبدء صياغة اتفاق شامل لانهاء أعوام من العداء وتقليص مخاطر حرب أوسع في الشرق الأوسط ستكون لها تداعيات دولية. وقد تخف حدة العداء الأمريكي المستمر منذ عقود تجاه إيران إذا أبرم اتفاق وقد يؤدي ذلك إلى تحسن استقرار الأوضاع دوليا لكن مسؤولين أمريكيين حذروا من التفاؤل بلا داع في ظل استمرار وجود خلافات جوهرية بين الجانبين. وخلال الشهرين المقبلين تريد القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من إيران أن توافق على أن تخفض أجزاء كبيرة من أنشطتها النووية التي تخشى من أنها تهدف لانتاج قنابل نووية بينما تريد إيران من القوى الغاء العقوبات ضد اقتصادها الذي يقوم على النفط. وقال دبلوماسيون من الجانبين إنهم يريدون بحلول 20 يوليو تموز حل جميع نقاط الخلاف الشائكة بشأن قضايا مثل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومستقبل المنشآت النووية بالإضافة لوضع جدول زمني لتخفيف العقوبات بحلول منتصف يوليو تموز. وبعد ذلك ينتهي العمل باتفاق مؤقت أبرمه الجانبان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وإذا جرى مد هذا الاتفاق فسيؤدي ذلك على الأرجح إلى تعقيد المحادثات. لكن ليست هناك ضمانات بأن يبرم اتفاق خلال شهرين ويحذر دبلوماسيون غربيون من أنه قد لا يمكن تجاوز الخلافات. وحذر مسؤول أمريكي كبير من الإفراط في التفاؤل. وقال للصحفيين يوم الثلاثاء طالبا عدم نشر اسمه "بصراحة شديدة الأمر صعب للغاية." وأضاف "أود أن أحذر الناس من أن بدء صياغة (اتفاق) لا تعني قطعا أن اتفاقا يلوح في الأفق أو أننا واثقون بأننا سنصل لحل في نهاية المطاف." وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التي تنسق المساعي الدبلوماسية مع إيران نيابة عن القوى الست إن المفاوضين أجروا "نقاشا مبدئيا مفيدا" صباح الاربعاء وسيعقدون اجتماعات تنسيقية في وقت لاحق. وقال "نأمل الآن أن نتحرك صوب مرحلة جديدة في المفاوضات نبدأ خلالها تحديد الشكل المحتمل لاتفاق. جميع الأطراف في غاية الالتزام." وسبق أن هددت إسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك السلاح النووي الوحيد في الشرق الأوسط والتي تعتبر إيران خطرا على وجودها - بمهاجمة منشآت نووية إيرانية إذا اعتبرت أن المساعي الدبلوماسية فشلت في الحد من قدرات وطموح إيران النووي. ولم يستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما كذلك اللجوء لعمل عسكري كحل أخير. وبشكل عام تريد القوى الست أن تضمن الحد من أنشطة برنامج إيران النووي بدرجة تكفي لأن تستغرق إيران وقتا طويلا لتجميع مكونات قنبلة نووية إذا اختارت القيام بذلك. وتنفي طهران أن تكون هذه نواياها. ومن أهم هذه الضمانات عدد أجهزة الطرد المركزي التي سيكون بقاؤها في إيران مقبولا. ومن الممكن أن تخصب أجهزة الطرد المركزي اليورانيوم إلى المستوى الذي يستخدم في انتاج القنابل. وتملك طهران نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي لكن الغرب سيرغب على الأرجح تقليص هذا العدد وهو مطلب قد لا يكون مقبولا للمفاوضين الإيرانيين. ومن القضايا المهمة أيضا الأبحاث التي تجريها إيران وتطوير تقنيات نووية جديدة وكمية اليورانيوم المخصب التي يمكنها الاحتفاظ بها. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية أو لانتاج الأسلحة إذا تم تخصيبه لمستوى عال. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للانباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله ان "وقف أبحاث وتطوير تخصيب اليورانيوم لم يطرح قط للتفاوض ولم نكن لنقبله أيضا." وأضاف " لكن طرحت قضايا متنوعة للنقاش.. وفيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم أيضا حاولنا الوصول لتوافق في الآراء." وبدأت إيران محادثات مع القوى الكبرى بعد انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في يونيو حزيران الماضي.