بين نفى حملة المشير وتأكيد الإخوان أثار عدم حضور النجم المصرى محمد أبو تريكة، لاعب النادى الأهلى ومنتخب مصر المعتزل حديثًا، فى اللقاء الذى ضم وفد الرياضيين مع المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع المستقيل والمرشح لرئاسة الجمهورية، عاصفة من الجدل داخل الوسط الرياضى والرأى العام المصرى، خاصة فى ظل تضارب الأنباء بين جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، الذين يؤكدون أن هناك دعوة وجهت إلى أبو تريكة لحضور الاجتماع وهو رفضها، بينما تؤكد حملة السيسى أنها لم توجه دعوة لأبو تريكة وأنه لم يكن من ضمن الأسماء المطروحة لمقابلة المشير. وبين تأكيد الإخوان برفض تريكة حضور اللقاء ونفى حملة المشير أن تكون قد دعته من الأساس، هناك أسباب حقيقية وراء عدم حضور محمد أبو تريكة للقاء المشير عبد الفتاح السيسى، المرشح الرئاسى الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات، مع وفد الرياضيين الذى ضم عددًا من رؤساء الأندية والنقاد الرياضيين واللاعبين السابقين، وممثلين عن الإعلام الرياضى، وعدد من المهتمين بالشأن الرياضى فى مصر. وكانت مواقع إخبارية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين قد أكدت أن كل المحاولات، التى بذلتها شخصيات رفيعة المستوى ليكون محمد أبو تريكة، نجم الكرة المصرية المعتزل حديثًا، ضمن الوفد الرياضى الذى استقبله السيسى، قد باءت بالفشل، مشيرة إلى أن اللاعب الملقب "بالماجيكو" قد رفض تمامًا فكرة أن ينضم إلى هذا الوفد. أما حملة المشير السيسى فقد سارعت لتوضح حقيقة الموقف الذى وصفته "بالشائعات"، التى تداولتها بعض اللجان الإلكترونية والمواقع الإخبارية الموالية لجماعة الإخوان، بشأن رفض أبو تريكة لقاء السيسى ضمن وفد الرياضيين والإعلاميين، وأكدت مصادر بالحملة للعديد من وسائل الإعلام أن الوفد الذى استقبله المرشح الرئاسى الأحد الماضى لم يكن مدرجًا به اسم "أبو تريكة" من الأساس. ونفت المصادر أن تكون قد أجرت اتصالات مع نجم الأهلى المعتزل، ليكون ضمن الوفد الرياضى الذى استقبله المشير، مؤكدة على احترام وتقدير "حملة السيسى" والمشير أيضًا للاعب محمد أبو تريكة، نجم مصر والنادى الأهلى، مشيدة بموهبته الرياضية، وما قدمه للكرة المصرية خلال فترة تواجده بالملاعب وكذلك أخلاقه العالية. وعلمت "المشهد" من مصادرها أن حملة المشير السيسى بالفعل لم تدرج اسم محمد أبو تريكة ضمن الوفد الرياضى الذى قابل السيسى لعلمها بمواقف اللاعب السابقة، وتأييده لجماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير، وهو ما ظهر جليًا فى إعلان تأييد لحملة الرئيس المعزول محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية 2012، كما أن اللاعب أعلن فى أكثر من موقف دعمه للجماعة ومشروعها الذى كان يطلق عليه "مشروع النهضة"، ولذلك فضلت الحملة عدم إدراج اسم "تريكة" ضمن الوفد حتى لا تضع نفسها فى موقع حرج. وقالت مصادر خاصة ل"المشهد": إن أحد أعضاء الوفد الرياضى – رفضت ذكر اسمه – هو الذى اقترح إجراء اتصال بمحمد أبو تريكة ليكون ضمن الوفد الرياضى، نظرًا لشعبية اللاعب الكبيرة بين جماهير الكرة المصرية بشكل عام والنادى الأهلى وتحديدًا "أولتراس أهلاوى" بشكل خاص بسبب مواقفه ومساندته للجماهير فى الكثير من المواقف، أثناء تواجده داخل المستطيل الأخضر". وأكدت المصادر أن حملة المشير لم ترفض اقتراح الإعلامى الرياضى بالاتصال بمحمد أبو تريكة مؤكدة له أن اسمه ليس مطروحًا، ولكن حضوره مرحب به بكل تأكيد نظرًا لكونه أحد الرياضيين المميزين، وأحد أبرز المواهب فى تاريخ كرة القدم المصرية، وقد بادرت هذه الشخصية بالاتصال بأبو تريكة، وطلبت منه الانضمام للوفد الرياضى الذى سيقابل السيسى مشددة عليه، أن عدم حضوره قد يصنفه بأنه مؤيد لجماعة الإخوان، التى أعلنت الحكومة أنها إرهابية، وأن ذلك قد يضر اللاعب فى المستقبل، لكن اللاعب رفض كل المحاولات، فطلبت الشخصية من محمود الخطيب، نائب رئيس النادى الأهلى السابق، الذى يعرف بتأثيره الكبير على أبو تريكة، التحدث مع اللاعب عبر التليفون وإقناعه بالانضمام للوفد الرياضى، لكن الخطيب رفض ذلك لتأكده بأن اللاعب سيرفض الحضور. وكشفت مصادر مقربة من اللاعب أن هناك عدة أسباب حقيقية، جعلت أبو تريكة يرفض الانصمام للوفد الرياضى الذى قابل السيسى، مشيرة إلى أن أول هذه الأسباب أن أبو تريكة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أعلنه اللاعب صراحة بعد ثورة 25 يناير وقام بتأييد الجماعة فى انتخابات مجلس الشعب وكذلك الانتخابات الرئاسية، وقد ذهب إلى لجان الانتخابات الرئاسية وهو يرتدى "تيشيرت" أسود مكتوب عليه رسالة للشهداء بأنه لن ينسى دماءهم، وبالتالى فأبو تريكة يرفض عزل الرئيس محمد مرسى، ولا يعترف بأى نتائج مترتبة على ما يصفه بانقلاب عسكرى. وأضافت المصادر أن أبو تريكة، الذى فضل الابتعاد عن الأضواء والإعلام، عقب قرار اعتزاله، يُحمل قادة المجلس العسكرى كل المجازر التى وقعت بعد بيان 3 يوليو، وفى مقدمتها مجازر فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وأنه يرفض أن يكون الطريق إلى كرسى الرئاسة مفروشا بدماء وجثث الشهداء من أبناء مصر لأن الدم كله حرام، مشيرًا إلى أن البلاد دخلت فى انقسامات كثيرة وشلالات من الدماء بسبب عزل أول رئيس بعد الثورة. وأوضحت المصادر أن أبو تريكة يطالب دائما بالقصاص لشهداء مذبحة بورسعيد ال72 من جماهير الأهلى، الذين راحوا ضحية الغدر عقب مباراة الأهلى والمصرى بالدورى العام فبراير 2012، ويحمل أبو تريكة المجلس العسكرى الذى كان السيسى أحد أعضائه، حيث كان مدير المخابرات الحربية وقتها، مسئولية دماء شهداء مذبحة بورسعيد، مشيرة إلى موقف أبو تريكة الذى رفض فيه مصافحة المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع وقائد المجلس العسكرى حينها، عقب عودة فريق الأهلى من بورسعيد بعد المجزرة فى طائرة حربية. يذكر أن أبو تريكة قرر اعتزال كرة القدم وهو فى أوج عطائه بملاعب كرة القدم، وعقب قيادته الفريق الأحمر للفوز بلقب دورى أبطال إفريقيا، والصعود لنهائيات كأس العالم للأندية بالمغرب، ويعود ذلك إلى الضغوط الإعلامية التى مورست على اللاعب المعروف بحبه لجماعة الإخوان المسلمين.