سلطت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية الضوء على الاتهام الذي وجهته بريطانيا إلى موسكو بانتهاج سياسة "النفاق"، عقب الاشتباكات الدامية بين الجماعات المسلحة الموالية لروسيا والجيش الأوكراني التي أدت إلى تصعيد حاد للأزمة في البلاد. ونقلت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- عن مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة مارك ليال جرانت قوله أثناء انعقاد جلسة طارئة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن روسيا "مولت وسلحت ووجهت" المتورطين في أعمال التمرد. ولفتت إلى أن الاشتباك الذي وقع في مدينة أوديسا جنوبأوكرانيا الليلة الماضية أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 31 شخصا في الوقت الذي يجري فيه الجيش الأوكراني عمليات ضد الجماعات المسلحة الموالية لروسيا في شرق البلاد. ونوهت الصحيفة إلى فشل مجلس الأمن مجددا في اتخاذ إجراءات بشأن تفاقم الأزمة ورفض القوى الغربية ما تبديه روسيا من استياء واضح ومطالبة مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين ب"وقف سريع لجميع أنواع العنف". ونسبت الصحيفة إلى ليال جرانت قوله إنه "لا يمكن لأي دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن تجلس حول هذه الطاولة أن تسمح بأن تقوم جماعات مسلحة باجتياح مدنها. ولا يمكن لأي منا التخلى عن مسؤولية حماية المواطنين على أرضنا والذين يتعرضون للترهيب والوحشية من قبل جماعات مسلحة بكثافة تدعمها دولة مجاورة". ومن جهة أخرى، قال القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف إنه تم قتل أو إصابة العديد من المتمردين في هجوم عسكري ضد قوى المعارضة في سلافيانسك. ونقلت الصحيفة عن الكرملين قوله إن تحرك حكومة كييف المؤقتة قتل اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها الشهر الماضي في محاولة لتهدئة الاضطرابات، ولكنه تعهد بمواصلة الجهود لمحاولة تهدئة التوترات. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية البريطانية ويليام هيج الذي من المقرر أن يزور أوكرانيا الأسبوع المقبل "أشعر بقلق بالغ حيال التقارير التي تحدثت عن أنشطة الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، بما في ذلك احتجاز الرهائن وترهيب وسائل الإعلام فضلا عن تقارير حول إسقاط مروحيات عسكرية أوكرانية في الصباح". ونسبت الصحيفة إلى هيج قوله "أطالب السلطات الروسية بالتصرف لتخفيف التوترات ومناشدة الجماعات الانفصالية بإلقاء أسلحتها". وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة أوديسا ليست كبقية المدن في شرق أوكرانيا، وأنها ظلت هادئة بدون مشاكل إلى حد كبير منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش الذي هرب إلى روسيا في فبراير الماضي. ومع ذلك، أدى الاشتباك الذي اندلع هناك بين الجماعات المسلحة الموالية لروسيا ومؤيدي الحكومة الأوكرانية في ميناء على ساحل البحر الأسود إلى اندلاع حريق قاتل في مبني النقابة العمالية.