صمم فريق من الباحثين في مركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة اختباراً جديداً قادراً على اكتشاف جميع أنواع الجينات الوراثية لفيروس (سي) في أقل من ستين دقيقة ويتكلف عُشر ما تتكلفه الاختبارات التقليدية. قال الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء ورئيس فريق البحث : "الاختبار الذي قمنا بابتكاره حساس وغير مكلف، كما أنه لا يحتاج إلى معدات متطورة." كمايؤمن عزازي أن الخيار الجديد سيجعل التشخيص في متناول الجميع، وبالتالي سيكون أكثر فعالية في مساعدة المصريين علي منع انتشار الأمراض المعدية للغاية. ويقول عزازي: "الكشف عن فيروس (سي) خلال الأشهر الستة الأولى يرفع نسبة الشفاء الى تسعين في المئة، ولكن الإسهام قليل على المستوى الوطني لمكافحة الانتشار المخيف لفيروس الكبد الوبائي في مصر." تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع معدل انتشار هذا الفيروس في مصر يرجع إلى حد كبير إلي عملية إعادة استخدام الإبر والمحاقن الملوثة والتي تمت في الفترة ما بين الخمسينيات والثمانينيات من القرن الماضي، عندما كان مرض البلهارسيا سائداً وكانت الإبر التي يتم التخلص منها بعد استخدامها لمرة واحدة، غير موجودة. وفي حين أن هذا ما يفسر انتشار المرض بين الجيل الأكبر سناً، لا تزال نسبة انتقال الفيروس عالية نظراً للممارسات الصحية الخاطئة والإهمال في التعامل مع الدم ومشتقاته. ومع ذلك، يرى عزازي أن المشكلة الرئيسية هي افتقاد الوعي، "إننا [فريق البحث بالجامعة الأمريكية] قمنا بإطلاق حملات توعية في الجامعات، وكذلك في المناطق الريفية، وتضمنت الحملات إجراء اختبار التهاب الكبد الوبائي مجاناً، وكذلك توزيع نشرات معلوماتية." يحاول الفريق البحثي استخدام نفس التكنولوجيا للكشف عن أمراض أخرى، بما في ذلك السرطان والسل. بدأ الفريق أيضاً مشروعاً طويل الأمد لإيجاد علاج لالتهاب الكبد الوبائي، و الذي تبدو نتائجه حتى الآن واعدة. ويشرح عزازي: " نحاول صنع دواء يمكن أن يمنع الفيروس من دخول الخلية، عن طريق استخدام النمذجة الحاسوبية واستراتيجيات التركيب الكيميائي الجديدة."