نشطاء: السبكي مقاول أفلام يلوث حياة المصريين خبراء الاجتماع: غياب الرقابة والقانون سر التدهور الأخلاقي في السينما تصاعدت ردود الأفعال الساخطة من المشاهد الجنسية التي امتلأت بها الأفلام السينمائية فى الآونة الأخيرة، والتي تهدف بشكل خاص إلى تحقيق الأرباح على حساب معايير وقيم المجتمع المصري الذي يغلب عليه الطابع المحافظ. واللافت للانتباه أن هذه الظاهرة ليست جديدة ودائما ما تتكرر بشكل فج خلال مواسم الأعياد، ولكن الغريب في الأمر أن غالبية الأطراف المعنية بصناعة السينما لديها شعور تام بالرضا من تحقيق تلك المكاسب المادية. وشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى حملة لمقاطعة الأفلام مؤكدة أن الأفلام هى تراث مصر، متسآلين "هل أصبحت الأفلام مجرد راقصة وطبال ومغنى شعبى وشيشة؟"، واشاروا إلى أن هذة الأفلام هى ثقافة أجيال قادمة. وأكدت الحملة أن هذه الأفلام تمثل أيضا المجتمع لدى المجتمعات الأخرى مثل الدول العربية وغيرها. ويري أعضاء المنظمات والحركات الحقوقية التي ظهرت مؤخرا بهدف مكافحة ظاهرة التحرش الجنسي، أن هذه الظاهرة أصبحت بدورها مرادفا هاما لمناسبتين: الأولي هي الأعياد، والثانية هي أفلام السبكي، التي فيم يبدو لا يمكن للمراهقين مشاهدتها إلا وهم تحت تأثير المخدرات، لكي يمكنهم استيعاب القيم المغيبة للعقل التي تزخر بها أفلام السبكي، وبالتالي يتحول الشباب في الشوارع القريبة من دور السينما إلي وحوش صغيرة، تحاول الفتك بأي أنثي عابرة. الدكتور محمد بيومي، أستاذ علم الاجتماع، أكد ل "المشهد" أن السبب الوحيد لانتشار هذه الأفلام هو غياب الرقابة والقانون، مشيرا إلى أن هذه الأفلام تؤدى إلى زيادة انتشار القيم السلبية فى الأجيال القادمة، وينعكس ذلك على سلوكياتهم وتصرفاتهم، وعلى القيم الإنسانية والإخلاقية. "سالم أبو أخته": رقص، بلطجة، إثارة جنسية أحدث أفلام السبكى سالم أبو أخته يحكي قصة شابٌ فقيرٌ اسمه (سالم) يعمل بائعًا متجولًا، يتحمل مسئولية شقيقته بعد وفاة والديهما، يحتوى على العديد من المشاهد التى تحمل إثارة جنسية، وبعد أحداث ثورة 25 يناير تتحول حياته إلى جحيمٍ خاصةً بعد وقوعه في العديد من المشاكل بسبب البلطجية وضباط الشرطة، ويحاول التغلب عليها. "قلب الأسد": الملابس الجريئة - البلطجة - السرقة - تجارة السلاح يناقش الفيلم عالم الجريمة بعيدا عن الصراعات التقليدية حيث تدور الأحداث حول طفل يتعرض للاختطاف، ويعيش وسط الأسود والنمور الأمر الذي يؤدى إلى تكوين شخصية صلبة من الخارج ينيرها الخير من الداخل، كما تظهر خلاله حورية فرغلى بطلة العمل ترتدي بعض الملابس الجريئة "كالمايوه". وأكد الناقد نادر عدلى أن أسباب نجاح هذا الفيلم أنه يتماشى مع حالة العنف والبلطجة السائدة فى الشارع المصرى الآن، والتى يلعب فيها المهمشون من البلطجية دورا مهما بتعاونهم مع بعض التيارات السياسية لتحقيق أهدافهم مقابل الحصول على المال. "القشاش": رقص - إثارة جنسية - أغانى شعبى تدور أحداثه في إطار درامي؛ حيث طفل يتوه من أهله، وتقوم إحدى موظفات الملجأ بتبنيه وتربيته حتى يصبح شابا يافعا، وإذا به يُتهم في قضية قتل، فيحاول الهروب حتى يثبت براءته، وتنقلب حياته رأسا على عقب، ثم يلتقي بالراقصة الشعبية (حورية فرغلي) التي تساعده في الهروب، ويتعرف خلال رحلته على العديد من الأشخاص الذين يساعدونه في إثبات براءته. تحدثت الناقدة ماجدة خيرالله، عن الفيلم قائلة: "للأسف لم أرَ فى الفيلم أى شىء لافت أو يستحق الإشادة، وكما هو متوقع، جاء الفيلم بنفس المعادلة المستهلكة التى تعتمد على البلطجى والراقصة والأغانى الشعبية". "الدساس": جماعة الإخوان - 6 أبريل - الرعب الكوميدى يدور الفيلم فى إطار رعب كوميدى على غرار أفلام ال"zombe"، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأشخاص الذين يتعرضون لمواقف مرعبة أثناء تواجدهم فى أحد المنازل، وتتوالى الأحداث بعد ذلك، ومن المقرر عرضه بدور السينما فى مايو المقبل. وأبدت الرقابة على المصنفات الفنية اعتراضها على فيلم الرعب الكوميدى "الدساس" للمخرج هانى حمدى، لاحتوائه على إسقاطات سياسية تهاجم جماعة الإخوان المسلمين وحركة 6 إبريل، والفيلم من المقرر عرضه بدور السينما أول مايو المقبل. "نوح": قصة الطوفان وإنقاذ البشرية من الفناء الفيلم من إنتاج أميركي ويسلط الضوء على قصة الطوفان وإنقاذ البشرية من الفناء، ويقوم بطل الفيلم الممثل الأميركي الشهير راسل كرو، بتجسيد شخصية النبي نوح، إلى جانب نجوم كبار من أمثال إيما واتسون وجينيفر كونولي ولوغان ليرمان وآنتوني هوبكينز. واستخدم أرونوفسكي أحدث برامج المونتاج والغرافيك في إخراج الفيلم، لإظهار الطوفان كما تخيلته عقول البشرية عبر آلاف السنين. وأعرب الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، عن رفضه الشديد للأسلوب الرخيص الذي تستخدمة شركات الانتاج لتسويق أفلامها خاصة وان أغلبها يأتي من باب استفزاز المشاهد من خلال تركيزها على المشاهد الجنسية والمثيرة داخل العمل لانجاح الفيلم تجاريا وحصوله على أعلى الايرادات . كما أعربت الناقدة السينمائية ايريس نظمي عن استيائها من انتشار الالفاظ الخارجة والمشاهد الجنسية بهذا الكم المرعب داخل افلامنا، وأكدت ان المسؤولية تقع على الرقيب الذي يحمي الذوق العام وصناعة الفن وتقول ان السينما المصرية أصبحت مجرد "سلعة" لأن المنتجين الدخلاء – مرتزقة – يلهثون وراء المكاسب التي تعود عليهم من بيع الفيلم وليس فيما يحمله من مضمون او هدف أو رسالة فأدركوا ان سبيلهم لذلك هو تقديم العري والاثارة والابتذال.