أكثر من ثلاث سنوات مرت على اندلاع ثورة يناير، إلا أن كثيرًا من الأصوات بدأت مؤخرًا تلوح بإشارات التخوين والتشويه للثورة التى قام بها الملايين على الظلم والفساد والتوريث، كما لاح فى الأفق مؤخرا من حاول ركوب الثورة وتحويل دفتها لأغراض ومصالح معينة بهدف إعادتنا لنقطة الصفر من جديد، فبعد مرور 3 سنوات عاد التساؤل من جديد هل ثورة يناير شعبية، حمل عبئها الشعب المصرى أم النخبة السياسية هى التى حشدت لقيامها. جورج إسحق، مؤسس حركة كفاية قال: "إن ثورتى يناير و يونيو شعبية مائة فى المائة ولا يستطيع أحد تكذيب ذلك، ولا يمكن أن نطلق عليها ثورة النخبة، مشيرًا إلى رفضه تشويه أى من الثورتين . وأوضح إسحق أن 25 يناير هى ثورة شعبية أُسقط فيها فساد مبارك والحزب الوطنى، ومن يتهمها بأنها ليست ثورة فهو قصير "النظر". وأضاف: أن الشعب المصرى فى حاجة إلى مرشح انتخابى يمتلك برنامجًا واضحًا يسعى لتحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو. فى السياق نفسه قال عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بمركز الأهرام، "إن الثورة قام بها الشعب المصرى متحمسًا من بعض الفئات، واتضح بعد ذلك أن تلك الفئات كانت تهدف لمصالح شخصية غير الانقلاب على نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، كان منهم من يسعى لمنصب أو شهرة إعلامية" . وأضاف ربيع أن ثورة يناير كشفت أن البعض لم يكن حسن النية أثناء ثورة يناير، بالإضافة لوجود موجة ركبت الثورة لتحقيق مصالح شخصية وأغراض لم تكن لصالح جموع الشعب المصرى. وأشار الباحث السياسى إلى أن المشاركين فى ثورة يناير انقسموا لثلاثة أقسام الأول ركب الموجة والتيار الثورى، والثانى هدف لتحقيق أغراض شخصية مع حشد الجموع الشعبية، والثالت هم غالبية الشعب المصرى الذين تبنوا تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها الثورة . فيما قال حسام مؤنس، المتحدث باسم التيار الشعبى، "إن هناك موجة عارمة لتشويه ثورة يناير ورموزها، بسبب الحديث الخطأ عن نقد النخبة السياسية التى شاركت فى الثورة". وتابع مؤنس: "نعم ننتقد النخبة السياسية ونختلف معها ومع مواقفها كثيرًا، لكن ندرك قدرهم ودورهم ونضال الكثيرين منهم، بينما كان آخرون يكتبون خطابات لإجهاض الثورة". وأشار إلى أن مؤسسات الدولة تحتاج دماء شابة وحتى الآن لا نجد دلالة جادة على توجه حقيقى لضخ دماء شابة فى عروق الدولة، رغم كونه أحد بنود خارطة الطريق. وأضاف مؤنس: مصر تحتاج أيضًا لأن يدرك بعض من يشغلون مواقع سلطتها الانتقالية المؤقتة حدود دورهم، وأن يوجه بعضهم استشاراته لمن يطلبها منه ولمن كلفه بها، وستشكل القوى الوطنية المنتمية للثورة بديلها وتطرح فكرها وتقدم شبابها ورموزها للشعب، وهى تدرك واجباتها ودورها ولن ننتظر إرشادًا أو توجيهًا. وفى السياق ذاته قال الكاتب الصحفى أيمن الصياد، المستشار السابق للرئيس المعزول، "إن كل ما يدور ويجرى الآن، مع شباب الثورة، من انتهاكات ومواجهات قمعية، سببه نحن"، فى إشارة منه إلى النخبة السياسية والإعلامية، مشيرا إلى أن شباب ثورة 25 يناير، كانوا يدًا واحدة عقب سقوط مبارك. وأضاف الصياد: أن سبب ما يتعرض له الشباب الآن، أننا ما زلنا متمسكين بخياراتنا الماضية، المتمثلة بصراع الإخوان، مع نظام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بالإضافة إلى المنتفعين من نظام مبارك، أيضا ما زالوا يعتقدون أن بإمكانهم المحافظة على مصالحهم. أما حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فقال فى أحد تصريحاته التليفزيونية، "إن الهجمة الشرسة على ثورة 25 يناير مقصودة وآثمة ومهزومة"، مستنكرا ما يحدث من عنف يرتكبه الخارجون عن إرادة الشعب بالجامعات. وأضاف صباحى أن وجود (دومة وماهر وأحمد على ونشطاء) فى السجن تسبب فى امتناع بعض الشباب عن الاستفتاء، موضحا أن أداء حكومة الببلاوى أقل مما كنا نأمل. وتابع: نحتاج حكومة تستطيع التعبير عن الثورة بصورة حقيقية وشاملة، مضيفا أن من اتهم يناير بالمؤامرة ويونيو بالانقلاب لا يعبر عن أغلبية شعبنا ولا إرادته.
وأكد أن على الجميع احترام إرادة الشعب ونبذ العنف واحترام دولة القانون، وأنه لا فرصة للحوار طالما هناك إرهاب ودم مراق فى الشوارع.