سقط نادي تشيلسي بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، في ملعب "سيلهورست بارك" أمام كريستال بالاس الذي استطاع أن يلحق بالبلوز هزيمتهم الخامسة هذا الموسم في الجولة ال32 من البريميرليج. الهزيمة في هذا التوقيت بالذات تعد كارثية بالنسبة لتشيلسي لاسيما أن سباق القمة محتدم ولا يحتمل إطلاقاً أي تعثر وبالتالي سقوط تشيلسي جعله يفقد صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لصالح فريق ليفربول الذي اكتسح توتنهام برباعية نظيفة على ملعب الأنفيلد في مباراة قاسية على النادي الأبيض اللندني. ورغم ظهور تشيلسي في ثوب البطل أمام آرسنال في الأسبوع قبل الماضي واكستاح جاره اللندني بسداسية نظيفة إلا أن كتيبة مورينيو لم تقدم أي شيء يذكر أمام كريستال بالاس "الضعيف" مقارنة بفريق البلوز، الأمر المؤلم أيضاً هو مشاركة محمد صلاح الجناح المصري للفريق اللندني في اللقاء منذ الدقيقة 57 في المشاركة الثانية له على التوالي بعد أن افتتح سجله التهديفي مع تشيلسي أمام المدفعجية بتسجيله الهدف السادس والختامي في اللقاء. ولعل الصدمة الكبيرة التي نتحدث عنها لمحمد صلاح في مسيرته مع تشيلسي تكمن في تصدر ليفربول ترتيب البريميرليج برصيد 71 نقطة من 32 مباراة وبفارق نقطتين على تشيلسي بعد أن وصل الفريق الأحمر إلى قمة مستواه وعطائه الفنية في أفضل وقت ممكن ونحن على بعد 6 جولات من النهاية. فبغض النظر، عن أن العديد من الأشخاص والنقاد لم يتوقعوا نجاح برندان رودجرز المدير الفني لفريق ليفربول الذي استطاع خلال عامين فقط أن يقوم ببناء واحداً من أقوى فرق الليفر على مدار ال25 عام الماضية وأن يستطيع المنافسة بهذا الفريق على لقب الدوري بل وتصدره في آخر جولاته التي نشهدها حالياً. فالقصة تتلخص في انتقال محمد صلاح إلى نادي تشيلسي فضلاً عن انضمامه إلى ليفربول الذي لاحق اللاعب المصري من شهر أكتوبر الماضي، وكنا أول من أيد صلاح بقرار انضمامه لكتيبة البلوز للعديد من الأسباب أهمها كيان واسم فريق تشيلسي الكبير في الكرة الأوروبية وكونه فريق قوي ينافس على جميع البطولات في كل موسم بجانب مورينيو الذي يعد من أفضل مدربي العالم على الأطلاق. والقرار ما زال صحيحا 100 بالمئة ولكن.. إذا حدث وحصل ليفربول على لقب البريميرليج هذا الموسم سيكون عاماً تاريخياً لهذا الفريق الأحمر الذي سيكون حقق أول لقب بريميرليج له في تاريخ هذا النادي العريق حيث أن آخر بطولة دوري حصل عليها الليفر تعود إلى موسم 89/90. هذا الفريق سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه بكل فرد من أفراده وبالتأكيد هو أمر سيشعرنا ببعض من الإحباط كون عدم تواجد صلاح في هذا الفريق الذي ربما في حال انتقاله إليه كان من الممكن أن يكون له دوراً مساهماً في حسم اللقب لصالح الليفر فضلاً عن فترة التأقلم التي يقضيها مع تشيلسي بسبب طريقة مورينيو الكلاسيكية. ليفربول قدم هذا الموسم أحد أفضل مواسمه على الأطلاق بل أنه يعد من أفضل فرق أوروبا بشكل عام هذا الموسم من ناحية كرة القدم الممتعة والهجومية لاسيما أن هدافه المتألق لويس سواريز يتصدر كل شيء من حيث الأهداف وصناعتها، قد يندم صلاح على ضياع فرصة الحصول على "أعظم" لقب بريميرليج مع الليفر ودخوله التاريخ من أوسع أبوابه في موسم استثنائي بكل المقاييس. ولكن.. بالتأكيد القادم أفضل لصلاح مع تشيلسي بالذات لأن الفريق اللندني سيعود أقوى من السابق تحت قيادة مورينيو الذي يحاول بناء الفريق ابتداءً من هذا الموسم وينوي تكوين فريقاً مرعباً بكل المقاييس.. وربما يحدد النجم المصري نفسه مصير ليفربول في هذا الموسم عندما يتقابل الفريقين في السابع والعشرين من الشهر الجاري في الجولة ال36 من عمر الدوري على ملعب الأنفيلد. ستكون المباراة الأصعب على صلاح كون "المناوشات" التي تتم بين جماهير ليفربول والنجم المصري الذي في نظر هذه الجماهير فضل تشيلسي عليهم وارتدى القميص الأزرق في الأخير. هذا المباراة من شأنها أن تحدد مصير تشيلسي وليفربول في سباق اللقب لاسيما أن مانشستر سيتي ينتظر تعثر كل منهما أيضاً من أجل الظفر بالدوري الأقوى في أوروبا. ختاماً.. قد يصدم صلاح بصدمته الأكبر في حال حصول ليفربول على لقب البريميرليج ولكنه لابد أن يثق في أن القادم سيكون أفضل مع تشيلسي لأنه نادي أكثر استقرار وقوة ونجوم من الريدز الذي يعتمد بشكل كبير أيضاً على تألق نجمه الأوحد سواريز.