قال محتجون مسلحون يسيطرون على موانيء نفطية في شرق ليبيا يوم السبت إنهم بدأوا في تصدير النفط بشكل مستقل عن الحكومة المركزية مما يمثل تصعيدا كبيرا لحصارهم للمطالبة بنصيب أكبر من الثروة النفطية في البلاد. وحذر المحتجون الذين سيطروا على ثلاثة موانيء رئيسية منذ أغسطس آب للمطالبة بقدر أكبر من الحكم الذاتي طرابلس من شن أي هجوم لوقف بيع النفط بعد أن رست ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية في ميناء السدرة. وعرضت قناة تلفزيونية محلية يسيطر عليها المحتجون لقطات للمحتجين المؤيدين للحكم الذاتي يقيمون احتفالا وينحرون جملا للاحتفال بتصدير شحنتهم الأولى. وأمكن رؤية ناقلة نفط تقف على مسافة بعيدة فيما قالت المحطة انه ميناء السدرة. وقال عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لإقليم برقة والذي أعلن نفسه رئيسا لحكومة الاقليم للمحطة التلفزيونية إن المكتب التنفيذي "حاول التواصل مع الحكومة لإيجاد حل وللتحقيق في قضايا سرقة النفط الا ان الحكومة لم تستجب." وأوضح أن الاقليم ليس لديه خطط للانفصال لكنه يطالب بتخصيص 15 في المئة من عائدات مبيعات النفط إلى منطقته وان حركته ستحترم اتفاقات النفط السابقة التي وقعتها الدولة. وحذر من انهم سيردون على أي هجوم يتعرضون له. وأكد مسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط في وقت سابق يوم السبت أن الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية رست في ميناء السدرة ولكن لم يتضح ما اذا كان قد تم تحميلها بأي خام. وتأتي الأزمة النفطية في اطار اضطرابات عميقة تشهدها ليبيا حيث تبذل الحكومة جهدا للسيطرة على المسلحين الذين ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لكنهم احتفظوا بأسلحتهم وتحدوا السلطة الرسمية. وسيكون تصدير أي شحنة بشكل مستقل بمثابة ضربة للحكومة. وكانت طرابلس قالت انها ستدمر اي ناقلة تحاول شراء النفط من ابراهيم جضران الذي حارب من قبل قوات القذافي واستولى على ميناء السدرة وميناءين اخرين مع الالاف من رجاله في أغسطس آب. وكان جضران تولى قيادة مجموعة من المعارضين السابقين الذين يحصلون على رواتب من الدولة نظير حماية المنشآت النفطية. لكنه انشق مع رجاله وسيطر على الموانيء. وقال سليمان قجم عضو لجنة الطاقة بالبرلمان الليبي لقناة النبأ التلفزيونية انه يتعين مهاجمة السفينة حتى ولو لم يتم تحميلها بالنفط. وأطلقت البحرية الليبية النار في يناير كانون الثاني على ناقلة تحمل علم مالطا قالت انها حاولت تحميل النفط من المحتجين في ميناء السدرة. وكانت الناقلة مورننج جلوري التي ترفع علم كوريا الشمالية والتي رفعت في السابق علم ليبيريا تدور قبالة السواحل الليبية منذ أيام. وحاولت الناقلة الرسو في ميناء السدرة يوم الثلاثاء عندما ابلغ عمال في ميناء ما زالوا موالين للحكومة المركزية طاقمها بالرجوع. وتقول مصادر نفطية ان الخزانات في ميناء السدرة والميناءين الاخرين مملؤة بالكامل. وقال مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط عن وصول السفينة "ابلغنا الحكومة ووزارة الدفاع كي تتخذا اجراء" مضيفا ان طاقم الناقلة "يحاول شراء النفط بشكل غير قانوني."