قال مسؤولون محليون إن مقاتلين سنة سيطروا على معظم بلدة في شمال العراق يوم الخميس وحاصروا مبنى البلدية بعد أسابيع من استيلاء مسلحين على مدينة بالكامل. وقال رئيس بلدية سلمان باك طالب محمد المحاصر داخل المبنى إن المقاتلين ينتمون الى الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي جماعة شاركت في الاستيلاء على الفلوجة الشهر الماضي وتنشط أيضا في سوريا المجاورة. ومازالت القوات والدبابات الحكومية تحاصر الفلوجة في محافظة الأنبار بغرب العراق وهددت بشن هجوم بري لاستعادتها اذا لم يلق المسلحون سلاحهم بحلول يوم الجمعة. وبدأت جماعات مسلحة منها الدولة الاسلامية في العراق والشام تستعيد قوتها في العراق على مدى العام المنصرم لكن فقدان الحكومة المركزية السيطرة على الفلوجة وسلمان باك يمثل تصعيدا خطيرا. وقال محمد "نحن لازلنا متواجدين داخل البنايات الحكومية وسط المدينة ونحن محاصرين من قبل المسلحين. انهم يهاجمونا مستخدمين قذائف الصواريخ والأسلحة الرشاشة." وأضاف "انهم من دولة العراق الإسلامية. نحن نعرفهم من الرايات السوداء التي يرفعوها ... نحن نطالب الحكومة بالتدخل لمساعدتنا." واستعاد المسلحون السنة ومن بينهم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام السيطرة على بعض الأراضي في العراق خلال العام المنصرم وسيطروا على الفلوجة في الأول من يناير كانون الثاني. وتقع سلمان باك على بعد 160 كيلومترا إلى الشمال من بغداد ويقطنها حوالي 25 ألف نسمة اغلبهم من السنة وبها ايضا بعض التركمان والاكراد. وقال مسؤول محلي يدعى أحمد عزيز "لقد استيقظنا صباح هذا اليوم على مكبرات الصوت في الجوامع تعلن سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على المدينة وطلبوا عبر المكبرات من السكان إخلاء منازلهم." وأضاف "معظم العوائل رحلت عن المدينة خوفا من معركة دامية." وفر اكثر من 300 الف شخص من اعمال العنف في الأنبار منذ سيطر مسلحون على الفلوجة في الاول من يناير كانون الثاني بعد أن فضت قوات الامن العراقية مخيم اعتصام أقامه السنة احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي. وبحلول نهاية الشهر قتل اكثر من الف شخص في هجمات في مناطق متفرقة من البلاد. وقتل ستة على الاقل يوم الخميس حين انفجرت قنبلتان في حي الشورجة التجاري ببغداد. وطلب المالكي مساعدة دولية وأسلحة لمكافحة القاعدة لكن منتقدين يقولون إن سياساته تجاه الاقلية السنية التي كانت مهيمنة على العراق ذات يوم تتحمل جزءا من المسؤولية عن إذكاء اعمال العنف التي كانت قد بلغت ذروتها عامي 2006 و2007. وتدعم بعض العشائر في الانبار التي يغلب على سكانها السنة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ضد حكومة المالكي. وتنتقد عشائر أخرى اساليب التنظيم العنيفة واخذت صف الجيش. وتنتهي المهلة لمبادرة السلام التي طرحتها الحكومة يوم الجمعة. وقال محافظ الانبار احمد خلف في بيان إن كل من يحمل السلاح ضد الحكومة بعد انتهاء المهلة سيعتبر عدوا وأضاف أن السلطات ستواصل ملاحقة "إرهابيي" القاعدة في الفلوجة لحين القضاء عليهم جميعا. واضاف المحافظ أن من انضموا للدولة الاسلامية في العراق والشام سيصدر عفو عنهم اذا ألقوا السلاح بحلول يوم الجمعة ووعد بمكافأة من ساعدوا الحكومة في قتال المسلحين بتوفير وظائف لهم. وقال مقاتل من العشائر منع القوات العراقية من دخول الفلوجة ان الحكومة لم تف بوعود سابقة بتعويض عشائر الانبار لقتالها تنظيم القاعدة عامي 2006 و2007. وأضاف "لماذا نثق في المحافظ؟ انه مدعوم من المالكي ونحن لنا تاريخ مرير مع هذا الرجل." وقال المحافظ إن الإجراءات القانونية وأوامر الاعتقال التي صدرت ضد المحتجين السنة المناهضين للحكومة سيتم إسقاطها الا اذا كانوا اشتركوا في أنشطة "إرهابية". وفي النهاية سينسحب الجيش من الأنبار ليترك مهمة حفظ الأمن والنظام للشرطة الاتحادية. ويقول مسؤولون محليون إن احتمال نجاح هذه المبادرة ضعيف للغاية ويكاد يكون معدوما. وقال رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت إنه مازال يأمل أن ينجح السلام لكن الحقائق على ارض الواقع تقول إن الحل العسكري هو الاقرب. وكثف الجيش قصف الفلوجة في الايام القليلة الماضية وقال مسؤولو مستشفى إنهم استقبلوا ست جثث امس الاربعاء بينها جثتان لصبيين. وقال زعيم عشائري طلب عدم نشر اسمه خشية أن ينتقم منه المسلحون "الوضع بشع هنا في الفلوجة. آلاف الأسر غادرت. الأبرياء يقتلون يوميا بلا ذنب." وأضاف "القاعدة لن تتركنا وشأننا. يجب أن تتوقف هذه المأساة الآن." وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إنهم يغلقون المدينة لمنع المسلحين من الدخول او الخروج وإنهم سيسمحون بمرور الأسر وشاحنات الوقود والمساعدات الانسانية. وقال مبعوث الاممالمتحدة الى العراق نيكولاي ملادينوف "يساورني قلق شديد من سرعة تدهور الأوضاع في الفلوجة حيث يحاصر القتال الكثير من السكان." وأضاف "أدعو جميع الاطراف الى معالجة اسباب العنف من خلال الحوار والعملية السياسية والمساعدة في إعادة إعمار الأنبار."