يتجول الفقر بين ربوعنا، ويترك بصماته على حوارينا، ولا يفلت ريفنا منه قبل حضرنا، غير أننا لا نزال نحبو في مشوار محاربته بصدق، لكن ذلك لا يمنع اتخاذ خطوات على درب محاصرته. ومن بين مساعي ملاحقة الفقر على الصعيد الشعبي - بشكل خاص- ظهر إلى النور مؤخرا "ائتلاف معدومي الدخل" الذي خرج من رحم الفقر في واحدة من أفقر محافظات مصر.. "قنا"، الذي لا يقتصر على تلك المحافظة وحدها بل يضم الفقراء في المحافظات المجاورة، مثل: سوهاج وأسوان والبحر الأحمر، وينطلق شمالا حتى يصل إلى المنيا آخر محطاته في صعيد مصر. المتحدث الإعلامي باسم الائتلاف الناشط السياسي زيدان القنائي، أكد أن الفقر الذي يعاني منه الصعيد و قنا بالأخص - هو الدافع وراء إنشاء الائتلاف. وعن الفكرة قال إنها: بدأت بقرية "القلمينا" في دشنا شمال مدينة قنا وفي أقل من ثلاثة أشهر انضم إليه نحو 4 آلاف عضو، وجار تجهيز مقر له. أهداف الائتلاف حسب زيدان هي: "تحقيق العدالة الاجتماعية.. تحقيق المساواة والاكتفاء الذاتي من أبناء كل مدينة لوظائفها الشاغرة.. استرجاع نصف أراضي الصعيد المنهوبة في قنا والأقصر والبحر الأحمر.. تطهير المؤسسات الحكومية والشعبية من الفاسدين والمتاجرين بالأرزاق.. الوقوف بكل قوة أمام من يحاولون ترسيخ مبدأ عودة الإقطاع إلى مصر مرة أخرى.. محاربة الأفكار الهدامة". الائتلاف يعقد اجتماعاته أحيانا في الشوارع، ومرات أمام المساجد بمدينتي نجع حمادي ودشنا، بحضور الأهالي وتحت أعينهم. وعن أخطر الاتهامات التي تعرض لها الائتلاف يقول زيدان إن هناك هجوما شديدا من التيار الإسلامي في قنا حيث اتهمنا الإخوان والسلفيون بأننا شيوعيون كفرة !! واتهمونا أيضا بأننا نتلقى تمويلات من الخارج. قيادات وأعضاء الائتلاف يختزلون أهدافهم وطموحاتهم - على حد تعبير محيى القويري - أحد منسقي الائتلاف بقنا في السعى بالفعل إلى تنظيم تظاهرات؛ لأن معظم أهالي الصعيد ما زالوا يعانون التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إسماعيل النجار - أحد منسقي الائتلاف ايضا– يرى أنهم لا يهتمون سوى بالمطالبة بحقوقهم ولا يتلقون أي تمويل من أي جهة. شوري الأدهم ضوي - عضو الائتلاف، مؤسس نقابة الفلاحين المستقلة بدشنا - يؤكد أن صغار المزارعين والفلاحين ممن تقوم النقابة الرسمية بنهب حقوقهم أعلنوا رسميا عن انضمامهم لائتلاف معدومي الدخل؛ حيث يوجد أكثر من 50 ألف مزارع وفلاح بالصعيد لا يستطيعون شراء جوال السماد بسبب تحكم فلول الحزب الوطني المنحل في الجمعيات الزراعية؛ مما أدى لتدهور الزراعة في الصعيد، فقاموا بتشكيل أول نقابة تعبر عن مطالبهم. (العدد الأول 22 يناير 2012)