قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء إن حكومته ستنفق ما يلزم من اموال للتعامل مع أزمة الفيضانات في بريطانيا فيما ألغى زيارة مقررة لمنطقة الشرق الاوسط كي يتسنى له معالجة هذه الأزمة التي تركت بعض المنازل مغمورة بالمياه بضعة اسابيع. وتسببت الاضرار الناجمة عن اسوأ شهر يناير كانون الثاني يمر بالبلاد منذ عام 1766 في دفع كاميرون للدفاع بضراوة عن رد حكومته على انتقادات بانها لم تفعل ما يكفي في المقام الاول لمكافحة الفيضانات كما اتسم رد فعلها بالبطء في مساعدة المتضررين. وقال في مؤتمر صحفي في لندن بعد ان امضى 24 ساعة في تفقد المناطق المنكوبة في جنوب غرب انجلترا حيث دمرت خطوط رئيسية للسكك الحديدية "لا تمثل الاموال عبئا في جهود الاغاثة ستنفق أي مبالغ لازمة من المال." وقال كاميرون الذي تصدى لهذه المشكلة بعد تصاعد الانتقادات بين الوزراء ووكالة البيئة إنه ليس امامه من خيار سوى ارجاء زيارة كانت مقررة لاسرائيل والمناطق الفلسطينية الاسبوع القادم. وقال كاميرون "قررت الغاء زيارتي للشرق الاوسط الاسبوع القادم..ارسل اعتذاري اليوم لرئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو والرئيس (الفلسطيني محمود) عباس لكن لا يوجد ما هو اهم من التصدي لهذه الفيضانات." وتعرضت الحكومة الائتلافية في بريطانيا المؤلفة من حزبين لضغوط متزايدة بشأن هذه الازمة وقال منتقدون ان المشاكل تفاقمت بفعل سنوات من تراكم الاهمال وعدم تخصيص استثمارات لتطهير المجاري المائية واقامة استحكامات لمواجهة الفيضانات. ووصف كاميرون رد الحكومة على الفيضانات بانه قوي ورفض نداءات بتحويل اموال من ميزانية المعونات الخارجية البريطانية لمساعدة منكوبي الفيضانات. وقال "لا نملك ان ننتهج هذا الخيار. نحن دولة ثرية ذات اقتصاد مزدهر." وتم اخلاء مئات المباني يوم الثلاثاء على ضفاف نهر التيمس غرب لندن فيما يأخذ منسوب مياه الفيضانات في الارتفاع وتشير توقعات الارصاد الجوية الى هطول مزيد من الامطار بقية ايام الاسبوع وحذر كاميرن من ان الامور قد تتجه الى الاسوأ قبل ان تبدأ في التحسن. وفي منطقة سومرست ليفلز الاشد تضررا في جنوب غرب انجلترا يجري شفط اكثر من 65 مليون متر مكعب من مياه الفيضانات بمعدل ثلاثة ملايين متر مكعب في اليوم.