تحدث الفنان المصري الشاب محمد رمضان في حواره معCNN بالعربية، عن تأثير ملامحه السمراء وموهبته، وكيف فتحتا المجال أمامه ليفرض نفسه على الوسط الفني، وسط جيل أغلبة من أبناء النجوم القدماء. وقال رمضان: إن الفنان العالمي عمر الشريف أختاره ليكمل مسيرته، كما أن الجمهور شبهه بالفنان الراحل أحمد زكي، إلا أنه على الرغم من حبه الشديد لهذا النجم الكبير سعى لوضع بصمات موهبته بعيدًا عن هذا التشبيه. وتاليًا نص الحوار: هل لعبت ملامحك السمراء دورًا في نجاحك؟ بالتأكيد ملامحي المصرية السمراء ساعدتني على الوصول إلى قلب المشاهدين؛ فهم يشعرون أني واحد منهم، ما جعلني قادرًا على توصيل الشخصية بسهولة. حدثنا عن بدايتك الفنية؟ دخولي المجال الفني جاء بعد معاناة، اكتشفت موهبتي الفنية في أثناء دراستي في المدرسة، وحصلت وقتها على لقب "أحسن ممثل موهوب على مستوى الجمهورية" لمدة 3 سنوات. لكن حين قررت احتراف الفن واجهتني عقبات كثيرة، فليست لدي واسطة ولست ابنًا لفنان، فحاولت الوصول إلى كثير من المنتجين، لكن عنصر الاختيار كان قائمًا على المظهر. ماذا عن أول ظهور لك على خشبة المسرح؟ أول فرصة أتيحت لي كانت مسرحية "قاعدين ليه" مع الفنان الكبير سعيد صالح، الذي قابلته بعد أن غافلت عامل الأمن في المسرح ودخلت إلى غرفته، وطلبت منه أن يختبرني، وبالفعل قمت بتمثيل مشهد أمامه، والمفاجأة أنه أتاح لي فرصة التمثيل أمامه في اليوم نفسه على خشبة المسرح وقال لي:"سأترك الحكم للجمهور"، وقدمت فقرة ارتجالية لمدة 20 دقيقة نالت إعجاب المشاهدين وأصبحت الفقرة أساسية في المسرحية وكانت "فاتحة الخير". جميع الأعمال التي قدمتها بعد ذلك كانت مع نجوم كبار، فكيف جاءت هذه النقلة؟ بعد المسرحية عملت على تطوير نفسي، ما جذب عيون الفنانين والمخرجين إلي، وبدأت تقدم لي عروض دراما تلفزيونية، كان أولها مسلسل "أولاد الشوارع"، الذي رشحتني له الفنانة حنان ترك، وكانت مخرجة المسلسل شيرين عادل غير متحمسة لي، فأعطتني دورًا صغير يمتد إلى حلقتين فقط، لكن الفنانة حنان ترك عدلت في السيناريو ليمتد دوري إلى 23 حلقة. ثم جاء فيلم "احكي يا شهرزاد" مع الفنانة منى زكي، ومسلسل "في أيد أمينة" مع الفنانة يسرا، ومسلسل "حنان وحنين" مع الفنان العالمي عمر الشريف، ومسلسل "رمانة الميزان" مع الفنانة بوسي وتوالت الأعمال الدرامية بعد ذلك، وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى. نشعر أن المخرجين حصروك في أدوار الشاب غير الملتزم، فما تعليقك على ذلك؟ لم أُحصر في هذه الدوار؛ فالموهبة الحقيقية لا يمكن وضعها في إطار معين، ففي مسلسل "هالة والمستخبي" مع الفنانة ليلى علوي كان دوري مختلفًا حيث جسدت شخصية شاب متعلم ومثالي، وفي فيلم "الشوق" مع الفنانة "روبي" قدمت دور طالب في كلية الهندسة، وفي فيلم "الخروج" قدمت دور شاب خريج كلية الهندسة، وفي مسلسل إحنا الطلبة قدمت شخصية ابن عمدة ميسور الحال. الجيل الفني الموجود الآن على الساحة الفنية هو جيل "أبناء النجوم"، فكيف استطعت إثبات نفسك بينهم؟ أنا مؤمن بمقولة شهيرة للفيلسوف برنارد شو تقول: "إن البحر الهادئ لا يصنع بحارًا ناجحًا"، ففي البداية واجهت محاولات لإحباطي كثيرة، وقال لي أحد المنتجين الكبار: اترك الفن لناسه! وظللت أتساءل من هم "ناس التمثيل"؟ وعرفت بعد ذلك من هم، لكن بإصراري وعزيمتي استطعت تخطي هذه المرحلة، وأصبح القرار في أيدي المشاهدين فقط. هل تشابه ملامحك مع ملامح الفنان الراحل أحمد زكي ساعدك في عملك؟ بالتأكيد شرف لي أن تكون ملامحي قريبة من ملامح الأسطورة أحمد زكي، لكن التشابه الشكلي لا يصنع نجمًا ولا يضمن الاستمرارية، فالموهبة هي الفيصل، وبالتأكيد أي مقارنة بيني وبين الفنان أحمد زكي ليست في مصلحتي؛ فهو نجم كبير وله تاريخه، وأنا أسعى إلى وضع بصماتي وسمات موهبتي على طريقتي وليس على طريقة أي شخص أخر. كيف أثر فيك وقوفك أمام فنان في حجم الفنان العالمي عمر الشريف، وهل شعرت بالخوف؟ الوقوف أمام فنان في حجم عمر الشريف يسعد أي فنان شاب ويحقق له نسبة مشاهدة عالية، وتعلمت منه كثيراً، خاصةً أن عمري وقتها كان 19 عامًا، إضافة إلى تحمسه لموهبتي حيث قال: "محمد رمضان سيكمل مسيرتي"، وكان لهذا الكلام تأثير إيجابي في نفسي جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة، وطلب مني أن أتعلم لغة إنجليزية وأسافر للخارج وأركز على العالمية لكني انتظر على هذه الخطوة فهناك أدور كثيرة تعرض على الآن في مصر. أما عن الخوف فلم أشعر به أمام الكاميرا، فكان عمر الشريف بالنسبة إلى مثل أي شخصية فنية أقف أمامها للتمثيل، لكن بالتأكيد اكتسبت مهارات لمجرد وقوفي أمامه، أما بعيدًا عن التصوير فكنت أرتجف من الرهبة والاحترام والهيبة. ما الدور الذي تتمنى تقديمه؟ شخصية البطل أحمس طارد الهكسوس من مصر. لمن تدين بالفضل عليك؟ لله سبحانه وتعالى، ومن بعده النقاد الذين سلطوا الضوء علي، والفنان سعيد صالح والفنانة حنان ترك والفنانة يسرا، وجميع من أخذ بيدي وشجعني.